مقال

نفحات إيمانية ومع ذى القرنين وبناء الأوطان “جزء 7”

نفحات إيمانية ومع ذى القرنين وبناء الأوطان “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

عزيزى القارئ ونكمل الجزء السابع مع ذى القرنين وبناء الأوطان، ويمكن أن يكون الجزاء من ذي القرنين أي أعطيه وأتفضل عليه، وقوله تعالى “ثم أتبع سببا” أن أتبع واتبع بمعنى أي سلك طريقا ومنازل، حتى إذا بلغ مطلع الشمس والمطلع هو موضع طلوعها، وجدها تطلع على قوم المعنى أنه انتهى إلى موضع قوم لم يكن بينهم وبين مطلع الشمس أحد من الناس، والشمس تطلع وراء ذلك بمسافة بعيدة وقد اختلف وأنها أمة يقال لها منسك وهي مقابلة ناسك، ويقال لهما الزنج وقال الكلبي هم تارس وهاويل ومنسك، حفاة عراة عماة عن الحق، يتسافدون مثل الكلاب، ويتهارجون تهارج الحمر، وقيل هم أهل جابلق وهم من نسل مؤمني عاد الذين آمنوا بهود.

 

ويقال لهم بالسريانية مرقيسا والذين عند مغرب الشمس هم أهل جابرس ولكل واحدة من المدينتين عشرة آلاف باب، وبين كل باب فرسخ ووراء جابلق أمم وهم تافيل وتارس وهم يجاورون يأجوج ومأجوج وأهل جابرس وجابلق آمنوا بالنبي عليه الصلاة والسلام وقيل ” مر بهم ليلة الإسراء فدعاهم فأجابوه، ودعا الأمم الآخرين فلم يجيبوه” وفى قوله تعالى ” لم نجعل لهم من دونها سترا أي حجابا يستترون منها عند طلوعها” فقال قتادة لم يكن بينهم وبين الشمس سترا كانوا في مكان لا يستقر عليه بناء، وهم يكونون في أسراب لهم، حتى إذا زالت الشمس عنهم رجعوا إلى معايشهم وحروثهم يعني لا يستترون منها بكهف جبل ولا بيت يكنهم منها.

 

وقال أمية وجدت رجالا بسمرقند يحدثون الناس، فقال بعضهم خرجت حتى جاوزت الصين فقيل لي إن بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة ، فاستأجرت رجلا يرينيهم حتى صبحتهم ، فوجدت أحدهم يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى وكان صاحبي يحسن كلامهم فبتنا بهم، فقالوا فيم جئتم ؟ قلنا جئنا ننظر كيف تطلع الشمس فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كهيئة الصلصلة، فغشي علي ثم أفقت وهم يمسحونني بالدهن، فلما طلعت الشمس على الماء إذ هي على الماء كهيئة الزيت، وإذا طرف السماء كهيئة الفسطاط، فلما ارتفعت أدخلوني سربا لهم، فلما ارتفع النهار وزالت الشمس عن رءوسهم خرجوا يصطادون السمك فيطرحونه في الشمس فينضج.

 

وقال ابن جريج جاءهم جيش مرة فقال لهم أهلها لا تطلع الشمس وأنتم بها، فقالوا ما نبرح حتى تطلع الشمس، ثم قالوا ما هذه العظام ؟ قالوا هذه والله عظام جيش طلعت عليهم الشمس هاهنا فماتوا قال فولوا هاربين في الأرض وقال الحسن كانت أرضهم لا جبل فيها ولا شجر، وكانت لا تحمل البناء، فإذا طلعت عليهم الشمس نزلوا في الماء، فإذا ارتفعت عنهم خرجوا، فيتراعون كما تتراعى البهائم، وهذه الأقوال تدل على أن لا مدينة هناك والله أعلم، وربما يكون منهم من يدخل في النهر ومنهم من يدخل في السرب فلا تناقض بين قول الحسن وقتادة، وهكذا فى قوله تعالى ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا، فإن ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن الكريم

 

كملك عادل وعبد صالح لله، قد بنى ردما يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام، ويحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله، فاتجه غربا، حتى وصل منتهى الأرض المعروفة آنذاك، ويذكر القرآن أن ذا القرنين هو ملك مكن الله له في الأرض وآتاه الأسباب، وكان يفتح البلدان، حتى إذا اتجه إلى الغرب، وصل إلى مكان تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، وكان أهل هذه المنطقة كفارا، فخيره الله بين أن يعذبهم وبين أن يتركهم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى