مقال

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 9″

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع الزواج وتنظيم الأسرة، فإن الطرق التي تستخدم لمنع الحمل تترك على الرجل والمرأة، ولا سيّما المرأة مؤثرات تنغص عليهما حياتهما، وتهدم عليهما شخصيتهما، وهذه الطرق التي استخدمت لمنع الحمل، وتحديد النسل، قد ثبت ضررها، وها هي البلدان التي نبتت فيها منذ قرن من الزمن قد أدركت ما تجره من أخطار، ولكننا لا نزال نرى في بعض البلدان العربية الحملةَ على أشدها لترويج تلك الوسائل، والحث على استعمالها، ومصادمة الإسلام في هذا السبيل، شأنهم في ذلك شأنهم في مقاومته في كل ناحية، وعلى كل اتجاه، ويجب علينا جميعا أن نعلم أن التوصل إلى الولد بالزواج يكون قربة من أربعة أوجه.

 

وهو موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لإبقاء جنس الإنسان، ونيل محبة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في تكثير أمته من بين الأمم، كما قال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود، فإنى مكاثر بكم الأمم ” وأيضا الانتفاع بدعاء الولد الصالح بعده لقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثه، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له ” وأيضا حصول الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء ” ما منكن من إمرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثه إلا كانوا لها حجابا من النار ” فقالت امرأة واثنين، واثنين، واثنين.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” واثنين، واثنين، واثنين ” وإنه يجب على الناس جميعا أن يخطبون لبناتهم ممن يرجون منهم الخير والصلاح لأن بناتهم أمانة في أعنقهم، سائلهم اللهُ تعالى عنها يوم القيامة، أحفظوا أم ضيعوا؟ ولذا فهم يحرصون على أن يضعوها في أيد أمينة، عند صاحب الدين والخلق الذي إذا أحبها أكرمها وإذا أبغضها لم يظلمها وإن من ذلك ما فعله الإمام العالم سعيد بن المسيب رحمه الله حيث اختار لابنته تلميذا من تلامذته، كان مثالا في الخلق والدين، في الوقت الذي تقدم لخطبتها الأمراء والوزراء إلا أنه ردهم، فقال لتلميذه ألا تتزوج؟ فقال ومن يزوجني يا إمام؟ قال أنا أزوجك، فقال له متعجبا أنا أتزوج ابنة سعيد التي يخطبها الأمراء والوزراء.

 

ويردهم عنها؟ فقال له أنا أزوجك، فدعا من كان في المسجد وعقد عقد زواجهما على درهمين، فيقول هذا الرجل فطرت من الفرح وعدت إلى بيتي، وإذا في المساء وعند غروب الشمس وكنت يومها صائما، فإذا بطارق يطرق الباب، وإذ به الإمام سعيد، فقلت في نفسي لعله تراجع عن كلامه، وقلت له لماذا أتيت يا إمام؟ لو أخبرتنا لأتينا إليك، فقال له مثلك يؤتى، أنت إنسان ونحن قد زوجناك وخفت أن تبيت الليلة عزبا فيحاسبني الله عز وجل، فدفع له ابنته وأعطاه مبلغا من المال وقال له بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على الخير، وإن المقاصد التبعية للزواج أربعة أمور، وهى التحصن من الشيطان، ودفع غوائل الشهوة، وغض البصر، وحفظ الفرج.

 

وذلك لقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” أى وقايه، والنكاح بقصد دفع غائلة الشهوة مهم في الدين لأن الشهوة إذا غلبت، ولم تقاومها قوى التقوى جرت إلى اقتحام الفواحش، وإن النكاح بقصد ترويح النفس وإيناسها، بالمجالسة، والنظر والملاعبة إراحة للقلب، وتقوية له على العبادة لما جاء عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه، أنه تزوج إمرأة ثيبا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا جابر تزوجت؟ قال، قلت نعم يا رسول الله، قال ” فبكر أم ثيب؟” قال، قلت بل ثيب يا رسول الله، قال ” فهلا جاريه تلاعبها وتلاعبك ” أو قال ” تضاحكها وتضاحك “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى