مقال

همسات نانا ……

همسات نانا ……

 

إرادة التحدي

 

إن الأنســـان هو الذي إذا قــامت القيـــامة راح يغـــرس شجـــرة وهــو يعــلم أن عصفـــوراً واحـــداً لــن يتـــأرجــــح علـــي أغصــــانهـــا …

 

وأن أنســـانــاً واحـــداً لــن يستـــرخي في ظلهـــا ولكنهـــا أرادة التحـــدي هــي التي تجعـــل الأنســـان يــــزرع الحيـــاة في وجـــه المــــوت ….

 

يـــلوج الأمـــل في أهـــوال اليـــأس …

 

والتحــدي هو الذي بجعــله يخطـــف صفــة الفـــلاح في يـــوم أنسحبــــت فيــه الصفـــات من الجميـــع …

 

ويجعــــله يضــــيف كـــلــــمة بعـــد أن وضعــــت نقطــــة نهـــــايــــة الســـطر فـــي نهـــاية كتــــاب الـــوجـــود ..

 

أنهــا أرادة التحـــدي

 

التي جعـــلت الأنســـان يتحـــدي الطبيعــة فيريد أن يصعـــد ويهبــط الجبــال ويتخطـــي الصعـــاب حتي ولو لم يكن لما يفعـــله أي هـــدف ســــوي التحـــدي …

 

كمـــا فعـــل البطـــل الأغـــريقي سيـــزيـــف

أو أنه يقــف في المـــاء العـــذب ولا يـــذوقــه ولكن رغبتـــه لا تنطفــــئ وهـــو يعـــلم أنه لا أمـــــل ..

ولكنــه يتحـــدي …

 

كما فعل البطل الأغـــربقي تتـــنـــالوس ..

أو يحـــرث الأرض ويبـــذرهــا بالمـــلح وهو يعــلم أن المـــلح مقبـــرة البـــذور وهو

يعــلم أن الفــاكهـــة لا تنبــت من المــلح يحــاول أن يضـــيف مـــــرارة الـــواقع إلي حـــلاوة الـــوهم …

 

منتهـــي الجنـــون أو منتهـــي الحكمـــة أيضــــاً ..

 

ولكنه لا توقـــف كمـــا فعـــل البطـــل الأغـــريقي عوليـــس

أو يتثنــي جمــال الحيــاة والطبيعــة والفـــن ينســــي كل شئ _ كما فعل بنا البطـــل الأغريقــــي أورفنيوس…

 

أما عن الفنـــان فهو يريـــد أن يفعـــل شيئــــاً أو يتـــوهم ذلك

 

يريد أن يحعـــل لكل ما يفعــله معنـــي فهو فلاح في كل أرض _ وربــان لكل بحـــر _ وطــــيار لكل جو وشــاهــد علي كل حكمـــة أرضيـــة أو سمـــأوية في كل عصــــر ..

 

_ في النهــاية أنــه أنســـان فنـــان يجـيـــد التحـــدي….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى