مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 10″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره” وقد عني الإسلام بهذا الأمر عناية فائقة واتخذ عددا من الطرق والعوامل لتحقيق الأمن في المجتمع الإسلامي ومنها هو العناية بالفرد وتربيته وتنشئته تنشئه صالحة، لأن المجتمع يتكون من عدد من الأفراد فإذا كان الفرد المسلم عنده وازع إيماني يعصمه من ارتكاب الجريمة وإيذاء الناس، صار هذا فيه حفظ للمجتمع المسلم من شرور هذا الفرد، والمجتمع كله هو مجموعة من الأفراد ولذلك نجد أن الإسلام عني بتنشئة البيت المسلم من البداية فوجه الرجل إلى الزواج بذات الدين.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأه لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ” فإذا أردت أن تحتفل بذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام فكر في الطرف الآخر، في الشاردين، في المقصرين، في الذين لا يصلون، في الذين لا يرتادون بيوت الله، في الذين لا يعرفون عن الله شيئا، هؤلاء اجمعهم، حدثهم أنت، إن كانوا أصدقاءك، أو جيرانك، أو أقرباءك، اجمعهم، ادعهم إلى طعام، ادعهم إلى ضيافة، حدثهم عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إن كنت أنت تحسن ذلك أو ادع من يحدثهم بهذا، هذا هو الاحتفال المُجدي الذي تضم فيه طرفا آخر إلى جماعة المؤمنين.

 

وكذلك أن تعرف الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تطعمهم الطعام هذا ليس بدعة هذا من الدين، ولكن البدعة أن تقول إن الاحتفال بذكرى المولد من العبادة، هو ليس من العبادة، ولكن نشاط يقوم به المؤمن وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب كذلك معرفة أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية فرض عين على كل مسلم، ولابد من أن تعرف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، والمتواترة، والضعيفة، والموضوعة من أجل أن تجتنبها، من أجل ألا تنزلق إليها، ومعرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فرضا عين، لآيتين كريمتين لأن ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب.

 

فإذا طبقت منهج النبي صلى الله عليه وسلم فأنت في بحبوحة، أو أحد أركان النجاة تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإياك أن تتوهم أن المبالغة في إقامة الاحتفالات تغطي عليك مساوئك، أو تعفيك من تبعاتك، أو من أداء واجباتك، هذا لا يعني شيئا، لأنك لو انتزعت من فم النبي صلى الله عليه وسلم حكما لك ولم تكن محقا لا تنجو من عذاب الله،

وتذكر أن الذي يرفعك عند الله الخُلق الحسن لأن الله عز وجل لم يمدح النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالشيء الذي يرفعه عنده، وإذا دعوت إلى الله فكن في أعلى درجات الكمال، وكن في أعلى درجات الود، وكن في أعلى درجات التواضع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يوحى إليه، وهو المؤيد بالمعجزات.

 

قال له الله تعالى ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” فالنبي عليه الصلاة والسلام حدد الغاية الأولى من بعثته، والمنهج الأمثل لدعوته، فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مالك” وإنما بعثت معلما” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم حسن الخلق” فالهدف هو إرساء البناء الأخلاقي للفرد والمجتمع، والوسيلة هي التعليم، فقال صلى الله عليه وسلم “علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف” والمتتبع لنصوص القرآن الكريم، وللسُنة المطهرة الثابتة يجد هذا التلازم الدقيق الضروري بين التدين الصحيح والخُلق القويم، فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى