مقال

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 3″

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق، ومن أمثلة حسن الخلق هو رفع الأذى عن الطريق، والاحسان إلى الفقير، والعطف على الصغير، واحترام الكبير، والاحسان إلى الشيخ الكبير، وإلى السيدة العاجزة الضعيفة، والاحسان إلى الزوجة وإلى الوالدين، وأن يسلم الناس من لسان الانسان من أذاه، كما أن يكون محبوبا بين الناس في جميع الأمور التي يفعلها، ولقد حث الإسلام على حسن الأخلاق المتمثلة في كف الأذى عن الناس، والكلمة الطيبة، والصبر، فالالتزام بالأخلاق الحسنة ترفع درجات المسلم عند ربه ويجزيه الثواب في الدنيا والآخرة، وإن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه.

 

وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم، وليست الأخلاق أن تكون صالحا فحسب بل أن تكون صالحاً لشيء ما، وأن في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق، ولا يمكن للإنسان أن يصبح عالما قبل أن يكون إنسانا، وأن هناك شيئان ما انفكا يثيران في نفسي الإعجاب والاحترام، وهما السماء ذات النجوم من فوقي، وسمو الأخلاق في نفسي، وأنه تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة، وإن الخلوق من إذا مدحته خجل وإذا هجوته سكت، ولا مروؤة لكذوب، ولا ورع لسيء الخلق، وإنه ما قرن شيء إلى شيء أفضل من إخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الأخلاق ومنبت الفضائل، وإن الخلوق صدوق.

 

والعنيف ضعيف، والأصيل نبيل والحليم حكيم، والشريف عفيف، وإن حسن الخلق أحد مراكب النجاة، والأخلاق نبتة جذورها في السماء، أما أزهارها وثمارها فتعطر الأرض، والتربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه و ثوبه، وتفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق، وإن النفاق وهو زيف أخلاقي يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة، وكذلك الاتحاد هو ثمرة لشجرة ذات فروع وأوراق وجذوع وجذور، هي الأخلاق الفاضلة بمراتبها، وإن رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم، وإن مكارم الأخلاق عشر، هن صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم.

 

وإن من علامة حسن الخلق أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقا، وأنه لا شيء في العالم يفسد الأخلاق كالمال، وإن الفعل الأخلاقي هو الذي تحس بعده بالراحة، وغير الأخلاقى هو ما تحس بعده بعدم الراحة، وحسن الخلق يستر كثيرا من السيئات، كما أن سوء الخلق يغطي كثيرا من الحسنات، وإن العشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة، وإن أدنى أخلاق الشريف كتمان سره، وأعلى أخلاقه نسيان ما أسر إليه، وأنه يمكن للإنسان أن يدخل قلوب الآخرين دون أن ينطق بكلمه واحدة، إذ يكفيه سلوكه الناطق بالصفات الكريمة والأخلاق الحميدة، وإن تمام السعادة بمكارم الأخلاق، ودائما ما أسعى بثبات إلى تطوير نعمة الأخلاق فهي كالسكر التي تجذب كل شيء إليها.

 

وإن الجمال من دون الأخلاق والكياسة كالصنارة من دون الطعم، وهكذا فإن الأخلاق هو كل ما يتصل بعمل المسلم ونشاطه، وما يتعلق بعلاقته بربه، وعلاقته مع نفسه، وعلاقته مع غيره من بنى جنسه، وما يحيط به من حيوان وجماد، وكان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يتميز بأخلاقه الحسنة وحسن تصرفه مع نفسه ومع أهل بيته والأشخاص المحيطين به صلى الله عليه وسلم، فكان مثالا للخُلق والكرم والحلم والأمانة والرحمة ولهذا اختصه الله تعالى برسالته ونبوته وأرسله رحمة للعالمين ومتمما لمكارم الأخلاق، ولذلك أثنى الله سبحانه وتعالى عليه، بما لم يثن على نبي من أنبيائه، ويجب علينا جميعا أن نعلم أن الأخلاق الحسنة من أسباب دخول الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى