مقال

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 1″

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الأخلاق هي مجموعة من العادات والسلوكيات والتصرفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعته فالخير والشر داخله في صراع دائم، فمتى غلب خيره شره أصبح صاحب خُلق عظيم، وإن جزء من الأخلاق تكتسب بالتربية الصالحة والاعتياد على سلوك الأوائل من ذوي الأخلاق الحميدة، وهذا الجزء يقع على عاتق كل ولي أمر من الوالدين والمدرسة والمعلمين والمجتمع، ومكارم الأخلاق هي أفضل الدرجات في كل خُلق، فالأمانة خُلق كريم ومن اتصف بكمال الأمانة فقد وصل إلى مرحلة المكارم في هذا الخُلق، كما كان يوصف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين، وبالأخلاق تعلو الأمم وتنهض وتزدهر وتتقدم.

 

وهي دليل على بقاء الحضارات وتقدم شعوبها ورفعتهم فيقل معدل الجريمة والانحطاط والاستغلال، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حساب الفقراء والضعفاء، وإن مكارم الأخلاق جُمعت في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فمن تحلى بخُلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد تحلى بمكارم الأخلاق، وإن من هذه المكارم هو الحياء، فالحياء هو الخجل من فعل القبيح وقوله، وكذلك الحياء من الله سبحانه والابتعاد عن فعل ما يغضبه، وأيضا الحياء من الملكين اللذين يكتبان الأعمال، والحياء من فعل المعاصي والذنوب والكبائر، فالحياء هو خُلق الإسلام الذي تميز به عن كل الأديان السماوية، وأيضا من مكارم الأخلاق العفو والصفح.

 

فالعفو عند المقدرة هو من أسمى الأخلاق، فلا ميزة فى عفو مع عجز أو ضعف، إنما العفو هو أن تمتلك القدرة على الثأر والعقاب لكنك تؤثر العفو والسماح إرضاء لله عز وجل، وأيضا الصفح الجميل وهو أن تسامح وتصفح دون أن تلحق ذلك بالمن والتذكير بعفوك أمام الناس، وإن أشهر أمثلة العفو ما فعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش يوم فتح مكة عندما قال صلى الله عليه وسلم لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” وأيضا من مكارم الأخلاق هو الرفق واللين فقد جاء فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن من ضمن اللذين لا يدخلون النار، كل إنسان كان اللين والسهولة والرفق من أخلاقه وصفاته فى التعامل مع أهل بيته وزملائه وأقاربه.

 

وكل من عرف ومن لم يعرف، وقد خاطب القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لولا اتصافك بصفة اللين لتركك أصحابك فاللين سبب للقرب واستمرار المحبة والمودة بين الناس، فعن ابن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” حرم على النار كل هين سهل قريب من الناس” ويقابل اللين والرفق، الغضب والفحش في القول وما يرافق تلك الحالة من السب والشتم واللعن والتشاؤم، وكل تلك الصفات مكروهة بغيضة من الله سبحانه ومن خلقه، وأن هناك العديد من الأمثلة على مكارم الأخلاق، ومنها هو التعاطف مع الآخرين، والسعي لمساعدتهم لزيادة المحبة والتعاطف بين الناس، والمعاملة الحسنة للآخرين.

 

وذلك من خلال معاملتهم برفق ولين، والتخلق بالحلم والأناة الحرص على إفشاء السلام على جميع الأشخاص، سواء كانوا معروفين أم لا، فهذا دليل على الإيمان، وسلامة القلب، والتواضع، وأيضا الالتزام بالأدب واللطف في جميع الأحوال والظروف، والإسراع في زيارة المريض، وأيضا تعلم أدب الاختلاف في الرأي، وكذلك الحرص على الأمانة، وعدم إفشاء الأسرار، والمداومة على تذكر الإحسان، والبعد عن نكران الجميل، ومصاحبة المؤمنين والأتقياء، والحرص على الكلمة الطيبة، وأيضا الحرص على التخلق بخلق التواضع، والحرص على الابتسامة الدائمة، واستقبال الناس بوجه رحب، فهي وسيلة تقرب، وتودد، وحب بين الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى