مقال

نفحات إيمانية ومع الإسلام والتربية “جزء 10” 

نفحات إيمانية ومع الإسلام والتربية “جزء 10”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الإسلام والتربية، وكذلك تربية الأبناء على الفوضى وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ فينشأ الأبناء مترفين منعمين همهم أنفسهم وحسب ولا يهتمون بالآخرين، ولا يسألون عن إخوانهم المسلمين ولا يشاركونهم أفراحهم وأتراحهم وفي ذلك فساد للفطرة، وقتل للاستقامة والمروءة والشجاعة، وأيضا من الأسباب هو شدة التقتير عليهم أكثر من اللازم مما يجعلهم يشعرون بالنقص ويحسون بالحاجة وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطرق أخرى غير سوية كالسرقة مثلا أو سؤال الناس أو الارتماء فى أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام، وحرمانهم من الحب والعطف والشفقة والحنان المتوازنة، مما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل.

 

وأيضا الاهتمام بالمظاهر فحسب، فكثير من الناس يعتقد أن حسن التربية يقتصر على توفير الطعام الطيب والشراب الهنيء والكسوة الفخمة والدراسة المتفوقة والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن، ولا يرون أن تنشئة الأبناء على التدين الصادق والخلق القويم أمرا مهما، وكذلك المبالغة في إحسان الظن بالأبناء حيث أن بعض الأسر تبالغ في إحسان الظن بأبنائهم فلا يسألون عنهم ولا يتفقدون أحوالهم ولا يعرفون شيئا عن أصحابهم، وكذلك المبالغة فى إساءة الظن بالأبناء، فمن الوالدين من يسيء الظن بأبنائهم ويبالغون في ذلك مبالغة تخرجه عن الحق، فتجده يتهم نواياهم ولا يثق بهم أبدا ويشعرهم بأنه خلفهم في كل صغيرة وكبيرة دون أن يتغاضى عن شيء من هفواتهم.

 

وأيضا مكث الوالدين أو أحدهما خارج المنزل طويلا مع عدم قدرة الطرف الآخر على تغطية هذا النقص، مما يعرض الأبناء للفتن والمصائب والضياع والانحراف، وكذلك الدعاء على الأبناء حيث يلاحظ أن كثير من الوالدين من يدعو على أبنائه لأدنى سبب أو بمجرد أن يجد منهم عقوقا أو تمردا والذى لربما كان الوالدان سببا فيه، وما فكر الوالدان أن هذا الدعاء ربما وافق ساعة إجابة فتقع الدعوة موقعها فيندمان بعد فوات الأوان وقد تناسيا في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم” رواه مسلم، وأيضا كثرة المشاكل بين الوالدين وما له من تأثير سلبي على الأبناء.

 

وكذلك التناقض بين القول والفعل من الوالدين أو أحدهماأمام الأبناء، فترى منهم من يأمر ابنه بالصدق ويكذب ويأمره بالوفاء، وهو يخلف ويأمره بالبر وصلة الأرحام وهو عاق قاطع لرحمه، أو ينهاه عن شرب الدخان وهو يشربه، وكذلك الغفلة عما يشاهده الأبناء في التلفاز وقنواته الفضائية على اختلافها أو الانترنت وما تحويه من مواقع أو ما يقرؤوه أو يسمعوه من الوسائل الإعلامية المختلفة، وكذلك من الأسباب أيضا هو العهد للخادمات والمربيات بتربية الأبناء وهذا أمر خطير خاصة إذا كانت المربية كافرة فذلك مدعاة لانحراف الأبناء وفساد عقائدهم وأخلاقهم، وأيضا احتقار الأبناء وقلة تشجيعهم ولذلك مظاهر عدة منها إسكاتهم إذا تحدثوا.

 

والسخرية بهم وبحديثهم مما يجعل الابن عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه، والتشنيع بهم إذا أخطئوا أو لمزهم إذا أخفقوا في موقف أو تعثروا في مناسبة مما يولد لديهم الخجل والهزيمة، وازدرائهم إذا استقاموا فتجد من الوالدين من يحتقر أبنائهم إذا رأوا منهم تقى أو صلاحا واستقامة أو اتهام الأبناء بالتزمت والتشدد فى الدين والوسوسة مما يجعلهم يضلون وعلى أعقابهم ينكصون فيصبحون بعد ذلك عالة على والديهم، وأيضا تربيتهم على عدم تحمل المسؤولية، إما لإراحتهم أو لعدم الثقة بهم أو لعدم إدراك أهمية هذا الأمر، وكذلك قلة الاهتمام بتعليم أبنائهم سواء ما يتعلق بالتعاون مع مدارسهم ومتابعة مستوى أبنائهم التعليمي ومدى التزامهم، أو ما يتعلق باختيار مدارسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى