مقال

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 5” 

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع رسول الرحمة والإنسانية، وقال ابن حجر في هذا الحديث بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على قومه، ومزيد صبره وحلمه، وهو موافق لقوله تعالى فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وقوله تعالى فى سورة آل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم” وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال ” أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسر إليّ حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل، قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت.

 

فقال من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه” رواه مسلم، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال “من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال من حرق هذه؟ قلنا نحن، قال صلى الله عليه وسلم “إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار” رواه أبو داود، وما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء في الدنيا.

 

وهو أن الله عز وجل أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء أن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم، ولقد بينت الآية الكريمة أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عهده أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم، وقال ابن عباس رضى الله عنهما ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته.

 

ولئن بُعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه” وعن جابر بن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب ” والذى نفسى بيده لو أن موسى كان حيا، ما وسعه إلا أن يتبعنى” وقال ابن كثير فالرسول الكريم محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب طاعته المقدم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس، وأنه صلى الله عليه وسلم أولى بالأنبياء فكما أن الله عز وجل أخذ العهد على جميع الأنبياء أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكذلك أخبرنا الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بهم من غيره.

 

فقد ادعى كل من اليهود والنصارى أن إبراهيم منهم فنفى الله ذلك وبيّن أن أولى الناس به هو النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين” وعن أبى هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة” ومغنى ” للذين اتبعوه” يعني الذين سلكوا طريقَه ومنهاجه، فوحّدوا الله مخلصين له الدين، وسنوا سُنته وشرعوا شرائعه وكانوا لله حنفاء مسلمين غير مشركين به “وهذا النبى” يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، ومعنى ” والذين آمنوا” يعنى والذين صدقوا محمدا، وبما جاءهم به من عند الله” ومعنى ” والله ولى المؤمنين” يقول والله ناصر المؤمنين بمحمد، المصدقين له في نبوته وفيما جاءهم به من عنده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى