مقال

نفحات إيمانية ومع صخر بن حرب سيد قريش ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع صخر بن حرب سيد قريش ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع صخر بن حرب سيد قريش، وقد روى عنه سماك بن حرب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “ما قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها حقه من قويها غير متعتع” وكان هناك كلمات لها تأثير من أبو سفيان بن حرب ومن ذلك قوله يوم اليرموك “والله لا ينجيكم من هؤلاء القوم، ولا تبلغن رضوان الله غدا إلا بصدق اللقاء، والصبر في المواطن المكروهة” ولما حضرته الوفاة، قال لا تبكوا عليَّ، فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت، وقد اختلف في وفاة أبي سفيان بن حرب فقيل توفى سنة إحدى وثلاثين من الهجرة، وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقيل ابنه معاوية بن أبي سفيان.

 

وقد توفي أبو سفيان بالمدينة المنورة وله نحو من تسعين سنة، ودفن في البقيع، وقيل أن أحد ملوك اليمن في مرحلة ما قبل الإسلام، لمّا أراد أن يعرف مَن هو السيد الحقيقي في قريش، أرسل لمكة عشرة من الإبل، وطلب أن ينحرهم أشرف سيد من سادات قريش، وكان أبو سفيان وقتها يتزوج من هند بنت عتبة، فأمر بألا يقترب من الإبل أحدا، وقال مهددا “والله ما نحرها غيري إلا نحرته” فتركها الجميع، حتى إذا ما خرج من منزله بعد سبعة أيام من عرسه، ذهب إلى الإبل ونحرها، فهذا هو أبو سفيان الذي كان زعيم البيت الأموي منذ فترة مبكرة من حياته عُرف بمشاركته في الرحلات والقوافل التجارية، وبأسفاره إلى بلاد الشام والعراق وبلاد فارس.

 

وذكرت روايات أنه التقى بملوك البيزنطيين والفرس في بعض الأحيان، فكانت مكانة أبي سفيان، وزعامته لبني أمية، فضلا عن ثرائه الواسع، كانت كلها عوامل اشتركت مع بعضها البعض في تنصيبه كواحد من قادة الطبقة الأرستقراطية الأكثر تأثيرا على مسرح الأحداث السياسية في مكة، وكان بعد هجرة المسلمين إلى يثرب، كان أبو سفيان لاعبا رئيسا في الحشد ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أرسل مستغيثا إلى زعماء قريش، بعدما عرف بنيّة المسلمين مهاجمة قافلته، في حادثة تسببت بنشوب معركة بدر في العام الثاني من الهجرة، وهو أيضا الذي قاد الجموع المغيرة على يثرب في معركتي أحد، والخندق بعدما سقط أبرز قادة قريش من أمثال عمرو بن هشام.

 

وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة، ليبقى وحيدا في مواجهة المد الإسلامى، ولقد كان هناك تغيّر فى سياسة أبي سفيان تجاه المسلمين بعد ما وقع من إغارة بني بكر، وهم حلفاء قريش، على خزاعة حلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي كان من شأنه نقض صلح الحديبية الذي أبرم بين الفريقين في العام السادس للهجرة، إذ حاول أبو سفيان تدارك الوضع، فزار يثرب وحاول الإبقاء على الهدنة، ولكنه فشل في مسعاه فعاد إلى مكة خائبا، وفي العام الثامن للهجرة، أثناء فتح مكة، تحوّل أبو سفيان للإسلام، بعد وساطة من جانب العباس بن عبد المطلب، واشترك مع المسلمين بعدها في غزوتي حنين والطائف، وقيل إن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ولاه على نجران، وإنه بقي واليا عليها حتى توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، في العام الحادي عشر للهجرة، وقيل أن أبا سفيان حسد الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد فتح مكة لمّا رأى كثرة المقدمين عليه ” فقال بينه وبين نفسه، لو عاودت هذا الرجل” فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم، صدره وقال “إذا يخزيك الله، إذا يخزيك الله” فتاب أبو سفيان واستغفر الله وأظهر الندم على ما قال، وفي خلافة عثمان بن عفان قيل أن أبا سفيان دخل على الخليفة ومعه مجموعة من رجال بني أمية، فقال لهم “يا بني عبد مناف تلقفوها تلقف الكرة، فما هناك جنة ولا نار” وقيل أن أبا سفيان لمّا عرف باستخلاف أبي بكر الصديق، قدم إلى العباس بن عبد المطلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى