مقال

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 10” 

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 10”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع رسول الرحمة والإنسانية، فعن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “هل مع أحد منكم طعام؟” فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن ثم جاء رجل مشرك مُشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “بيعا أم عطية أو قال أم هبة؟” قال لا، بل بيع، فاشترى منه شاة، فصنعت، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى، وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حز النبي صلى الله عليه وسلم له حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاها إياه، وإن كان غائبا خبأ له، فجعل منها قصعتين، فأكلوا أجمعون، وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير”

 

وإن من معجزاته صلى الله عليه وسلم هو استجابة الله لدعائه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله، هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا، قال أنس وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادع الله يحبسه، فتبسم ثم قال “حوالينا ولا علينا” فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل”

 

وأيضا من معجزاته صلى الله عليه وسلم هو انشقاق القمر في زمانه، فقال أنس بن مالك “كان أهل مكة قد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر” وقد كشف علماء وكالة ناسا وجود شق في القمر يبلغ طوله عدة مئات من الكيلومترات، ثم كشفوا عددا من التشققات على سطح القمر، ولم يعرفوا حتى الآن سبب وجود هذه الشقوق، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنها نتيجة لتدفق بعض الحمم المنصهرة، ولكن هذه وجهة نظر فقط، وهناك عدد كبير من التشققات على سطح القمر، وبعض هذه التشققات أشبه “بوصلات لحام” وكأننا أمام سطح معدني تشقق ثم التحم، وإن من المعجزات أيضا هو إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيبيات.

 

ومنها أن أبا بكرة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول صلى الله عليه وسلم “إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين” وقد كان الحسن بن علي سببا في حقن دماء المسلمين حينما تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صعد ذات مرة جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل، فقال رسول الله “اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان” وقد تحقق أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهما قد استشهدا كلاهما، وأيضا إخباره بالفتوحات الإسلامية، فعن سفيان بن أبي زهير.

 

أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون” ولقد فتحت هذه البلاد وأسلم أهلها، وأصبحوا من أهل الإسلام وحماته، ولأن الكلام من وحي الله العليم الخبير، فلقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بالواقع تماما، ففتحت هذه البلاد وفق إخباره صلى الله عليه وسلم، ففتحت اليمن والشام، ثم فتحت العراق، وحدث تفرق الناس في هذه البلاد، لما فيها من السعة والرخاء، ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرا لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى