مقال

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 11″

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 11″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الحادى عشر مع أول رجل سل سيفه فى الإسلام، فيقول الزبير وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيف فمنعنيه، وأعطاه أبا دجانة، وقلت أنا ابن صفية بنت عبد المطلب عمته ومن قريش، وقد قمت إليه وسألته إياه قبله فأعطاه أبا دجانة وتركني، والله لأنظرن ما يصنع، فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار، أخرج أبو دجانة عصابة الموت، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب فخرج وهو يقول، أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل، أن لا أقوم الدهر في الكي، ولأضرب بسيف الله والرسول، فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، وقد شهد الزبير بن العوام غزوة الخندق، وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي.

 

ويقول ابن إسحاق، فضربه فشقه باثنتين حتى فلَّ في سيفه فلا، وانصرف وهو يقول، إني امرؤ أحمي وأحتمي، عن النبي المصطفى الأمي، ولما سرت الشائعات بين المسلمين، بأن قريظة قد نقضت عهدها معهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه، ولذلك انتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم، وقد شهد الزبير غزوة خيبر، وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا مرحب، فذكر ابن إسحاق، أن أخا مرحب وهو ياسر، خرج بعده وهو يقول هل من مبارز؟ فزعم هشام بن عروة أن الزبير خرج له، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب، يقتل ابني يا رسول الله، فقال ” بل ابنك يقتله إن شاء الله” فالتقيا فقتله الزبير.

 

فكان الزبير إذا قيل له والله إن كان سيفك يومئذ صارما، يقول والله ما كان بصارم، ولكني أكرهته، ولقد كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم، مع علي بن أبي طالب ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة، فذهب علي بن أبى طالب، والزبير والمقداد رضى الله عنهم، فأمسكوا بالمرأة في روضة خاخ، وهى على بعد اثني عشر ميلا من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تخرج الكتاب فسلمته لهم، ولما دخل المسلمون مكة كان الزبير حامل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة.

 

وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مرَّ بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا، فلما حاذى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟ قال صلى الله عليه وسلم “وما قال؟” فقال كذا كذا، فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف، يا رسول الله، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشا” ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس بن سعد بن عبادة، وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد، وقيل بل دفعه إلى الزبير، ونصب الزبير راية الرسول صلى الله عليه وسلم، بالحجون عند مسجد الفتح.

 

وضُرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس بن عبد المطلب، يا أبا عبد الله أها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تركز الراية؟ وكان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، كان الزبير من جملة الحرس الذين يحرسون المدينة، لأن كثير من قبائل العرب قد ارتدت، وطمع كثير من الأعراب في المدينة، فجعل أبو بكر الصديق على أنقاب المدينة حرسا يبيتون حولها منهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وقاتل الزبير مع أبي بكر الصديق في حروب الردة، ثم خرج للقتال بالشام، وكان لما طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى