مقال

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 14″

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 14″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع عشر مع أول رجل سل سيفه فى الإسلام، فلما تذكر الزبير ذلك انصرف عن القتال، فلقيه ولده عبد الله فقال له “جبنا، جبنا” قال ” قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلفت ألا أقاتله، ثم قال، ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين، وقيل إنه أنشد قائلا، ولقد علمت لو أن علمي نافعي، أن الحياة من الممات قريب، فلما رجع الزبير متوجها إلى المدينة لحقه ابن جرموز بوادي السباع فقتله وهو يصلي، فلما جيء به مقتولا بكى علي بن أبي طالب وقال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “بشر قاتل ابن صفية بالنار” فكان مقتله بِوادى السباع بالبصرة، فى السنه السادسه والثلاثين من الهجرة.

 

وكان ميراث الزبير بن العوام رضى الله عنه أرضين بالغابة، ودارا بالمدينة، ودارا بالبصرة ودارا بالكوفة، ودارا بمصر، وكان عليه دين كبير، وكان أكبر هم الزبير قبل وفاته هو سداد هذا الدين، وأوصى ابنه عبد الله بسداده، فقال له، يا بنى إنَه لا يقتل اليوم إلاَ ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلاَ سأقتل اليوم مظلوما، وإن من أكبر همي لديني، قال عبد الله، فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بُنيَّ، إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي، قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك؟ قال الله، قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلاَ قلت يا مولى الزبير، اقضِ عنه دينه، فيقضيه، وأوصى بالثلث لبني عبد الله بن الزبير، وكان سبب تراكم هذا الدين أنه كان إذا أعطاه أحد الناس أمانة.

 

يستودعها عنده يجعلها الزبير دينا عليه خشية ضياعها، ويقول ” لا ولكنه سلف، فإنى أخشى عليه الضيعة” وقد استطاع ابنه عبد الله سداد هذه الديون، ولقد كان الزبير مقلا في رواية الحديث النبوي الشريف، ويرجع ذلك إلى أنه كان يخشى أن يخطأ في الرواية فيكون بذلك قد كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سأله ابنه عبد الله بن الزبير، فقال له ما لك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يحدث عنه فلان وفلان؟ فقال الزبير، ما فارقته منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة، سمعته صلى الله عليه وسلم، يقول ” من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أحاديث يسيرة، وحدث عنه بنوه عبد الله، ومصعب، وعروة، وجعفر.

 

ومالك بن أوس بن الحدثان، والأحنف بن قيس، وعبد الله بن عامر بن كريز، ومسلم بن جندب، وأبو حكيم مولاه، وأم عطاء وآخرون، وقد اتفق البخاري ومسلم له على حديثين، وانفرد له البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بحديث، وقيل أنه قد تزوج الزبير بن العوام من ثماني نساء، وهن أسماء بنت أبي بكر الصديق، وقيل أنها هى أولى زوجاته، وقد تزوجها قبل الهجرة إلى المدينة، وولدت له خمسة أولاد هم عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر، وثلاث بنات هن خديجة الكبرى، أم الحسن، عائشة، وكان الزبير شديدا عليها فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال لها يا بنيّة اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوّج بعده جمع بينهما في الجنة.

 

ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب طلاقها، فقيل إن عبد الله قال لأبيه، مثلي لا توطأ أمه، فطلقها، وقيل كانت قد أسنت وولدت للزبير عبد الله وعروة، والمنذر، وقيل إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه قال أمك طالق إن دخلت، فقال عبد الله أتجعل أمي عرضة ليمينك؟ فدخل فخلصها منه، ومن زوجاته، أم خالد بنت خالد بن سعيد واسمها أمة، وهي ابنه الصحابي خالد بن سعيد بن العاص، وولدت له ولدين هما عمرو، وخالد، وثلاث بنات هن حبيبة، سودة، هند، وكانت من زوجاته أيضا هى الرباب بنت أنيف ولدت له ولدين هما مصعب، وحمزة، وبنت واحدة وهي رملة، ومن زوجاته زينب بنت مرثد بن عمرو، وكانت تكنى أم جعفر، وقد ولدت له ولدين هما جعفر، وعبيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى