مقال

نفحات إيمانية ومع أسعد بن زرارة الأنصارى ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع أسعد بن زرارة الأنصارى ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أسعد بن زرارة الأنصارى، وقال أبو نعيم أن أسعد بن زرارة هو أول من أسلم من الأنصار من الخزرج، وروى الإمام أحمد بسنده عن جابر بن عبد الله، قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى يقول “من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة” حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر كذا قال فيأتيه قومه فيقولون، احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله إليه من يثرب, فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن, فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه, حتى لم يبق دار من دور الأنصار.

 

إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعا, فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم, فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا, فقلنا يا رسول الله نبايعك, قال صلى الله عليه وسلم “تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر, وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم, وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة” قال، فقمنا إليه فبايعناه, وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم.

 

فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله, وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خبيئة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله, قالوا، أمط عنا يا أسعد, فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا, قال، فقمنا إليه فبايعناه, فأخذ علينا وشرط, ويعطينا على ذلك الجنة، وكان من أهم ملامح الصحابى الجليل أسعد بن زراره، هو سرعة استجابته للحق، ويتضح ذلك عندما عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، على النفر الذين جاءوا إلى عتبة، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم فأسلموا.

 

وقيل إن أول من قدم بالإسلام إلى المدينة كان أسعد بن زرارة، وكان أيضا من أهم ملامحة الشخصية هو إيجابيته في الدعوة، فقد كان يسعى مع مصعب بن عمير بالمدينة ويتضح ذلك في قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، وكان أيضا من أهم ملامحة رضى الله عنه، هو عمق فهمه مع حداثة سنه وتقديره للبيعة، ويظهر ذلك من موقفه في بيعة العقبة الثانية، فيقول جابر بن عبد الله، فقمنا نبايعه أي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين، فقال: رويدًا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله, إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف.

 

فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة, فخذوه وأجركم على الله, وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله, قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك, فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها, فقمنا إليه رجلاً رجلاً يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة، فكان هذا هو أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي النجارى، الذى شهد العقبتين وكان نقيبا على قبيلته ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه، وقيل إنه أول من بايع ليلة العقبة، وقيل أنه ذهب أسعد بن زرارة يوما ومعه مصعب بن عمير إلى بستان من بساتين بني عبد الأشهل وهم أحد بطون الأوس، فجلسا فيه، واجتمع حولهما عدد من الذين أسلموا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى