مقال

مؤشر مقلق لإنحدار الذوق.

مؤشر مقلق لإنحدار الذوق.

 

بقلم الإعلامي/ يوحنا عزمي

 

في الخمسينات والستينات لم يكن مستغربا أن تجد عاملا بسيطا يعلق نسخة من لوحة فنية لرسام عالمي في ورشته

أو محله أو أن تسمع فلاحا يغني الأطلال لأم كلثوم حتى وإن لم يدرك معانيها ..

 

الناس كانت تستمرئ الجمال وتعاف القبح بالفطرة ، فكنت

لا تجد هذه القاذورات التي تملأ الشوارع الآن أو أمام البيوت النظافة كانت سمة مميزة للشارع المصري في المدينة أو القرية على حد سواء ..

 

وأنت تمشى كنت تستمع إلى الأغاني والأصوات الجميلة تنطلق من المحلات والورش والمقاهي وليس إلى هذا النشاز الذي يصدم السمع ويعكر المزاج ..

 

الإعلام أدى دورا راقيا في ذلك الوقت .. الشعب العادي البسيط كان ينتظر حفل أضواء المدينة أو حفل أم كلثوم الشهري بفارغ الصبر ليشنف أذنيه بسماع أجمل الأصوات وأرق الألحان .. الثقافة الجماهيرية أيضا لعبت دورا خطيرا في تنمية الوعي لدى الناس ورفع حالة الذوق العام التي نتكلم عنها في تلك الفترة ..

 

من شديد الأسف اختفى دورهما ككثير من المؤسسات التي كانت تهتم بصناعة الذوق وتنمية الإحساس بقيم الجمال .. الجميع كان يعي جيدا أن بناء الإنسان يبدأ ببناء حاسة الذوق وتنميتها فيه باستمرار ، لذلك كان من أهم أدوات التنمية التي خلقت جيلاً رائعا يتمتع بحس راق ويمتلك قدرة عالية على الفرز والتمييز ..

 

لا تأخذكم رأفة بالذين ضربوا الذوق المصري في مقتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى