مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ومازال الحديث موصولا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحاب بيعقة العقبة الأولى من الأنصار الذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحبهم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أحب قوما حشر معهم” وأما عن أصحاب بيعة العقبه، فقد اختلفت الروايات، أكانوا ستة أم كانوا ثمانية، وكلهم من الخزرج، ولكن من الروايات ما ذكر فيها أنه كان من الأوس هو أبو الهيثم، ومهما يكن، فقد كان أولئك وفد الخير والحق والصدق، فما أن انصرفوا عائدين إلى يثرب، حتى أخذوا يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعون بدعوته، حتى عمّت وفشت، وتذاكر بها أهل يثرب.

 

ومنهم من استجابوا لدعوة الحق، لمجرد ذكرها، ولم يطلبوا برهانا، لأنها دعوة إلى التوحيد، وهي في ذاتها صادقة، وكانوا يعلمون بها، إذ يؤمنون بأن الله تعالى خالق السموات والأرض وحده، وما كانوا جاهلين بالله تعالى، بل كان فيهم بقية من ملّة إبراهيم، واليهود بينهم يذكرون لهم أن رسولا في مكةَ المكرمة قد بُعث، فكانت الدعوة إلى الله تعالى مستجابة لا مِراء فيها، وقد فشا الإسلام في المدينة، قبل أن يقدم إليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقبل أن يرسل مبعوثا يعلمهم الإسلام، ويتلو عليهم القرآن الكريم، حتى إن الإمام ابن إسحاق يقول أنه لم يبق من دور الأنصار دار إلا وفيها ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلموه جميعا.

 

وعلموا دعوته إجمالا، وتهيّئوا للبيعة، وعن أبي إدريس الخولاني، أن معاذ بن جبل قال، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق، والصغير والكبير، والأحمر والأسود، فيوشك قائل أن يقول، مالي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره، إياكم وإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول على في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا، قالوا، وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلاله؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه؟ فلا يثنكم، فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون”

 

وعن عبد الله بن سلمة قال، قال رجل لمعاذ بن جبل، علمني، قال وهل أنت مطيعي؟ قال إني على طاعتك لحريص، قال صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم” وعن معاوية بن قرة قال، قال معاذ بن جبل لابنه ” يا بني إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدا، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين، حسنة قدمها وحسنة أخرها” وعن أبي إدريس الخولاني قال، قال معاذ ” إنك تجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات” رواهما الإمام أحمد، وعن محمد بن سيرين قال، أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه.

 

فقال ” إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حفظت، إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فأثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت” وعن الأسود بن هلال قال كنا نمشي مع معاذ فقال ” اجلسوا بنا نؤمن ساعة” وعن أشعث بن سليم قال، سمعت رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل قال ” ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب، ولبسن رباط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد” وأما عن الصحابى الجليل أبو الهيثم مالك بن التيهان الأنصاري، فهو صحابي بدري من الأنصار، وقد شهد المشاهد كلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى