مقال

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الإصلاح والتنمية البشرية، ويمكن تعريف الدور الاجتماعي على أنه مجموعة من المعايير والأسس المتخصصة بسلوك وفعل شخص له دور محدد في الجماعة، كدور الطبيب والقائد، ودور الأم والأب، إذ من الضروري ملائمة دور الفرد لسلوكه وفعله، وقد يرتبط الفرد بدورين في ذات الوقت ضمن ما يعرف بتعدد الأدوار الاجتماعية للفرد حسب الجماعة المحيطة به، والمجتمع الذى هو أحد أعضائه، كأن تكون الأم مُدرسة مثلا، فيكون لها دور الأم ودور المعلمة كذلك، ومن الجدير ذكره أن على الفرد أن يحاول الموازنة بين مختلف الأدوار التي يؤديها، ويكامل بينها حيث إنه من الممكن أن تكون أدواره اختيارية دون إجبار كأن يكون الفرد متزوجا أو عازبا مثلا.

 

أو أدوارا إجبارية فرضت عليه كأن يكون ذكرا أو أنثى، ويكتسب الفرد كيفية أداء الأدوار منذ صغره، وعبر التنشئة والتربية الاجتماعية، أو من خلال التعلم أو من قدواته ومُثله العليا، أو من البيئة التى تحيط به حيث تعد عملية التعلم هذه عملية أساسية للمجتمع، تضمن استمراره، وإن من الأمثلة على الشباب في الإسلام وهو النبى يوسف عليه السلام حيث يعد هو أحد الأمثلة التى أوردها القرآن الكريم، فقد أنزل الله رسالته عليه وهو شاب فتى وتناهشته وحوش الشهوة للمال والجاه من كل اتجاه، فتمرد عليها وصبر وثبت وصمد رغم السجن والنفى والتهديدات من امرأة العزيز، فضرب بذلك أروع الأمثلة في طهارة وعفة الشباب، وأيضا نبى الله موسى وإبراهيم، عليهما السلام.

 

الذين حملا دعوة الله لأقوامهما وكانا شابيبن، وأيضا قادة جيوش الأمة، فقد وثق الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب، فسلمهم رايات المعارك زارعا فيهم تحمل المسؤولية والثقة بقدراتهم، مثل ما حدث في معركة مؤتة بين المسلمين والرومان، بالإضافة إلى القائد قطز الذى حارب التتار، وكان شابا واشتهر بمقولته “من للإسلام إن لم نكن نحن” وفى مجال العلم من كانوا شبابا أمثال ابن تيمية والشافعي والبخاري وغيرهم، وفى العصر الحديث نرى العديد من الشباب المتدين الذى كان له أكبر الأثر في تغيير الواقع الأسود للكثير من الشباب في المجتمع، وزرع بذور الأمل فى النفوس المتعبة من الحياة، وإن من واجبات الشاب المسلم، هو الالتزام بالدين فى كل نواحى الحياة والسلوكيات.

 

والسعى لإصلاح الغير وإصلاح المجتمع، فالمسلم ضد الأنانية، وكذلك أداء العبادات في وقتها مما يؤدى إلى الانضباط، وأيضا الإقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ناحية الأفعال والأقوال، وعدم التشبه بالنساء في اللباس والأفعال وطريقة الكلام، والالتزام بالحلال والبعد عن الحرام، وتعتبر فئة الشباب أهم الفئات التي تعمل على بناء وتنمية المجتمع فهى عموده الفقرى الذى لا يمكن الاستغناء عنه، فهذا المفهوم، أي الشباب، يعبّر عن خصائص تتمثل أساسا فى القوة والحيوية والطاقة، والقدرة على التحمل، وعلى الإنتاج في مرحلة معيّنة من عمر الفرد، وإن كلمة الشباب تعنى الفتاء والحداثة، فإن كلمة الشباب تطلق على المرحلة العمرية التي تمتد ابتداء من مرحلة الطفولة إلى ما قبل الرشد.

 

وإن للشباب دور كبير في تنمية وبناء المجتمع، ولا يقتصر دورهم على مجال محدد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومختلف قطاعات التنمية، فمن أهم مميزاتهم ودورهم كقوة تغيير مجتمعية هو أن الشباب هم الأكثر طموحا في المجتمع، وعملية التغيير والتقدم لا تقف عند حدود بالنسبة لهم، فهم أساس التغيير والقوة القادرة على إحداثه، لذلك يجب أن يكون استقطاب طاقاتهم وتوظيفها أولويةَ جميع المؤسسات والمجموعات الاجتماعية التى تسعى للتغيير، وأن الشباب هم الفئة الأكثر تقبلا للتغيير، وهم الأكثر استعدادا لتقبل الجديد والتعامل معه، والإبداع فيه، وهم الأقدرعلى التكيف بسهولة دون إرباك، مما يجعل دورهم أساسى فى إحداث التغيير في مجتمعاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى