مقال

نفحات إيمانية ومع سعد بن الربيع الأنصاري ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع سعد بن الربيع الأنصاري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع سعد بن الربيع الأنصاري، وهو النقيب الشهيد الذي آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فعزم على أن يعطي عبد الرحمن شطر ماله ويطلق إحدى زوجتيه ليتزوج بها فامتنع عبد الرحمن من ذلك ودعا له, وكان أحد النقباء ليلة العقبة، ولقد كانت تربية النبي صلى الله عليه وسلم، للصحابى سعد بن الربيع أثرا كبيرا في نفسه فهو الذي استطاع أن يؤثر أخاه عبد الرحمن بن عوف بماله وزوجته ويقول أنس بن مالك رضى الله عنه، قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين سعد بن الربيع وكان كثير الأموال، فقال سعد بن الربيع قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين،

 

ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها، فقال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه له “بارك الله لك في أهلك ومالك” وفي رواية البخاري “فقال عبد الرحمن بن عوف لا حاجة لي في ذلك” وسعد بن الربيع ابن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس، بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، كانت أمّه هى هُزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج، وكان لسعد بن الربيع من الولد بنته أم سعد واسمها جميلة وهي أم خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحّاك، وكانت أمّها هى السيدة عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان إلى غنم بن مالك بن النجار وهي أخت عمارة وعمرو ابني حزم.

 

وقد شهد سعد بن الربيع مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوتي بدر وأحد وقد استشهد يوم غزوة أحد، ولقد كان لما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، وهو عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري وهو أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم الخليفه عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن، وقد وُلد عبد الرّحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق.

 

وقد هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، ثم هاجر إلى المدينة، وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي الشريف، فشهد غزوة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم، على سرية إلى دومة الجندل، وصلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وراءه في إحدى الغزوات، وكان الخليفه عمر بن الخطاب يستشيره، وكما جعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال، هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض، وتوفى عبد الرحمن بن عوف سنة اثنين وثلاثين من الهجرة، وصلى عليه الخليفه الراشد الثالث عثمان بن عفان، وحمل في جنازته سعد بن أبي وقاص ودفن بالبقيع عن خمس وسبعين سنة.

 

وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرا ثريا، وكان كريما، حيث تصدَّق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بنصف ماله والبالغ أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، واشترى خمسمائة فرس للجهاد، ثم اشترى خمسمائة راحلة، ولما حضرته الوفاة أوصى لكل رجل ممن بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار، وأوصى لكل امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كبير، وأعتق بعض مماليكه، وكان ميراثه مالا جزيلا، وكان رضى الله عنه عندما هاجر إلى المدينة المنوره، فعزم سعد بن الربيع على أن يعطي عبد الرحمن نصف ماله، ويطلق إحدى زوجتيه، ليتزوج بها، فامتنع عبد الرحمن من ذلك، ودعا له، وقال عبد الرحمن دُلني على السوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى