فن

هل فعلا ان حبها لفريد حب لايمكن أن يوصف بالكلمات »

 

هل فعلا ان حبها لفريد حب لايمكن أن يوصف بالكلمات »

متابعة ناهد على البطيحى

كلمة السر بين قلبين رغم الإنفصال.

***

إن كنت ناسي أفكّرك»

من الروائع الخالدة في مكتبة الموسيقى العربية صاغ كلماتها الشاعر محمد علي أحمد الذي رحل عن عالمناعام 1977 وصاحب العديد من الأعمال الناجحة جماهيريا والخالدة في الذاكرة الفنية منها:

«إديني من وقتك ساعة» لشهرزاد و«على قد الشوق» للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

أما التلحين فكان لأمير النغم العربي الموسيقاررياض السنباطي.

وقد كانت الأغنية ضمن أحداث فيلم «جعلوني مجرمآ»والذي أنتج في صيف عام ١٩٥٥وكان من بطولة هدى سلطان وفريد شوقي والعديد من نجوم السينما في تلك الفترة.

في هذا الفيلم جسدت هدى سلطان دور مطربة نذرت حياتها للدفاع عن حبيبها المتهم ظلمآ في جريمة قتل وبعد قضاء فترة عقوبته غادر السجن ليبادر بالإنتقام ممن ظلمه فيصبحةبعدها مجرمآ حقيقيا وتنتهي قصة الحب بينهما وكما نلاحظ فإن مضمون هذه الأغنية مستوحاة من قصة الفيلم وقد أدّتها هدى سلطان وبرزت بوضوح طاقاتها الصوتية العالية كما برز أداؤها الرفيع وٱحساسها وانسجامها مع اللحن والكلمات مستفيدة من حنجرتها النقية، ومن قدراتها التعبيرية الكبيرة كممثلة والتي وظفتها ببراعة لصالح الكلمات والأداء فجاءت الأغنية بهذا المستوى الجيد.

***

بعد طلاقها من زوجها الفنان فريد شوقي أعلنت هدى سلطان إعتزال الغناء تمامآ وتفرغت للتمثيل وبالذات أدوار الأم هذا الإعتزال الذي إمتد لسنوات طويلة حتى عام 1994. وفي إحدى ليالي دار الأوبرا المصرية حيث كان مخططآ من قبل الإدارة في تلك الليلة تكريم الفنانة الكبيرة هدى سلطان عن مشوارها الفني ومجمل أعمالها وكان الإتفاق وحسب رغبة الحضوروبالإتفاق مع بناتها أن تصعد السيدة هدى سلطان إلى المسرح لتؤدي ولو كوبليه من رائعتها «إن كنت ناسي افكرك».

بالفعل صعدت هدى سلطان لمسرح دار الأوبرللتكريم ثم لتؤدي ولو مقطع بسيط من «إن كنت ناسي أفكّرك» وذلك إحتفاءآ بمسيرتها الفنية وتحت إشراف الدكتورة رتيبة الحفني رحمها الله مديرة دار الأوبرا في ذلك الوقت. كانت قاعة المسرح الكبير تغصّ بالجمهور الذي وقف طويلا لتحية هدى سلطان بمجرد صعودها . لكن الملفت للإنتباه في تلك الليلة حضور الفنان الكبير وزوجها السابق ووالد بناتها فريد شوقي بعد سنوات طويلة من الإنفصال فكانت لحظات مؤثرة عندما كانت هدى سلطان تشدو ب «إن كنت ناسي أفكرك» وعيناها مشدودتان إلى فريد شوقي حبيب العمر وزوجها السابق ووالد بناتها.

***

ناهد فريد شوقي إبنة الفنان فريد شوقي من هدى سلطان كانت الأقرب إلى والدها، شكلاً وطبعاً وفناً، حيث ورثت عنه العديد من الصفات وحتى في أسلوب العمل تحكي سر أغنية «إن كنت ناسي أفكرك» وكيف كانت تتغير ملامح والدها بمجرد سماعها.

***

تقول ناهد:

«ظلت تلك الأغنية سراً محيراً لسنوات طويلة فقد كانت هي «كلمة السر بينهما» خلال التجهيز لفيلم فيلم «جعلوني مجرماً» وهو من إنتاج والدي فقد كان يتابع كافة التفاصيل حتى اللحن والكلمات، فهو عاشق للفن وللسينما وعاشق لهدى سلطان، وجمعت بينهما قصة حب عجيبة لن تتكرر، فيكمن سر هذه الأغنية منذ أن كانا متزوجان، وإن وقع بينهما أي خلاف كأي زوجين بمجرد أن تغنيها له ينسى الخلاف ويتم الصلح فورآ، فكانت الأغنية لها خصوصية لديه لم ينسها يوم من الأيام.

كانت الأغنية تحمل من أسرار الحب وخلافه مالم نعلمه.

بعد الإنفصال أقدمت والدتي على فعل شيء يعتبر نوعاً من كيد النساء، فقامت في زفاف حفيدتهما وغنت الأغنية، وكنا جميعاً لا نتابع الزفاف بقدر ما كنا نتابع ما يحدث ورد فعل والدي وتغير ملامحه مع كلمات الأغنية، حتى أن مصور الفيديو قام بتقسيم الشاشة ليجمع وجهيهما معاً، وترك تصوير الزفاف وظل يصور هدى وفريد برغم إنفصالهما منذ أكثر من عشرون عاماً.

حتي بعد أن علمت بمرضه الأخير طلبت مني والدتي أن تتصل به لتسمع صوته وبكت يومها وهي تحدثه كأنها لم تبك من قبل ويومها سألتها عن سرالدموع رغم الإنفصال فقالت:

«أن حبها لفريد حب لايمكن أن يوصف بالكلمات »

رحمهم الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى