مقال

نفحات إيمانية ومع إبن السوداء عبد الله بن سبأ ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع إبن السوداء عبد الله بن سبأ ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

لقد أصبحنا فى زمن كثرت فيه الفتن وتنوعت، وأصبح المسلم يسمع أو يشاهد هذه الفتن بكرة وعشيا، وقد نزل بالناس كثير من البلايا والمصائب والمحن، وكثير من النوازل وانتشرت الفتن، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدّر، فإن من حكمة الله أن هذه الفتن يتبين فيها صادق الإيمان من ضده، فكم فتن كثيرا من الرجال، وكم جعلها الأعداء مكيدة لإفساد المجتمع المسلم، فجعلوها مكيدة لإفساد المجتمع المسلم، فتنة مخالطة الأشرار من الكفار والمنافقين، وبلاء على المسلمين وشر عظيم، وما يثير الغوغائيون من الشكوك والخلافات وتحريض بعض الناس على بعض مما أحث شرورا ومصائب في المجتمع المسلم، وفتنة الشائعات التي لا حقيقة لها.

 

ونشرها لإفساد القلوب والبلبلة بين صفوف المجتمع، وفتنة المصائب والولايات وما تحدثه عند البعض من سوء العاقبة في أموره كلها، ولما كانت هذه الفتن تمر وتتجدد في كل زمان، وتخرج بأساليب مختلفة، حذرنا منها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال”بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا”، فقوله صلى الله عليه وسلم، بادروا بالأعمال، أي قبل أن يتعذر عليكم، أو تشغلكم هذه الفتن التي كقطع الليل المظلم، ويلتبس فيها الحق بالباطل، فيكون الرجل مسلما في أول النهار، فتلك الفتن تؤثر على دينه ومعتقده.

 

ويصبح كافرا، وبالعكس، وقال بعض العلماء يصبح محرما لدم أخيه وماله وعرضه، ويمسي مستحلا لدم أخيه وماله وعرضه، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج” فقوله يقبض العلم، قبض العلم كما بينه صلى الله عليه وسلم بقوله “إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبقى عالم اتخذ الناس أناس جهَّال، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”، وقوله تكثر الزلازل، أي التخويف من الله لعباده لمعاصيهم وسيئات أعمالهم، وتقارب الزمان إما بنقصه، أو بإنتزاع البركة منه، ويكثر الهرج، والهرج هو القتل.

 

وقد نتج عن هذه الفتن خلافات جزئية، وكان من الممكن تلاشيها، ومن الممكن كذلك استمرار الحياة بها، دون أن تعكر ساحة الدولة بالفتن، ولولا الأصابع الخفية التي أخذت تعمل عملها لتجميع هذه التناقضات، لتوجد تيارا واحدا هب على ساحة الدولة الإسلامية فغمرها بالفتن، ولنعد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقد كان يسكن هذه البلدة الكريمة بنو أم واحدة، وأب واحد من قبائل الأزد بن الغوث وهى أمهما، وقيل وأبوهما هو حارثة بن ثعلبة، وهؤلاء هم الأوس والخزرج وكان يعيش بينهم هذا الجليل من اليهود الذي سكن جزيرة العرب، أو سكن المدينة، فكان من خبر ذلك، شيء لم يكن مثله مثلا من بني هاشم وبني أمية وهو الحرب المتطاولة بين هذين الحيين الذين ولدتهما أم واحدة وأب واحد.

 

ويسكنان معا بلدة واحدة، وظل هذا القتال بين الحيين متجدد النيران إلى أن كان يوم بعاث وهو كما قال ابن سعد آخر وقعة كانت بين الاوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم وكانت هذه الوقعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قد دعا إلى الإسلام، ثم هاجر بعدها بست سنين، إلى المدينة، ونشأة هذه العداوة العجيبة بين الأخوين الأوس والخزرج، واقتتالهما هذا الاقتتال المر العنيف حقبا متطاولة، ودخول اليهود في الحلف بعضهم مع الاوس وبعضهم مع الخزرج، لا يصيبهم من أذى القتال بين هذين الحيين الأخوين، إلا القليل، وتداعيهم باسم اليهودية إذا حزب الأمر، فيكونون يدا واحدة على هذه العرب، ليس له معنى إلا أن تكون هذه اليهود، هي التي أرثت الحرب والعداوة بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى