مقال

نفحات إيمانية ومع عويم بن ساعدة الأنصاري ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع عويم بن ساعدة الأنصاري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع عويم بن ساعدة الأنصاري، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، لما نزلت هذه الآية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال له ” ما هذا الطهور الذى أثنى الله عليكم به ” فقال يا رسول الله، ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل مقعده، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” ففى هذا ” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه مادحا عويم رضي الله عنه “ما نصبت راية للنبي صلى الله عليه وسلم إلا وتحت ظلها عويم ” وقد شهد بدرا وأحدا والخندق، وتوفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل بل توفى في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان له من العمر خمسة وستون عاما.

 

وقيل ستة وستون عاما، فرضي الله عنه، وينتمي عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان إلى بني أمية بن زيد وهم أحد بطون قبيلة الأوس، وقيل أنه كان حليفا لهم من بلي، وقد ذكر موسى بن عقبة فيما رواه عن ابن شهاب الزهري وعروة بن الزبير أن عويم بن ساعدة كان واحدا من الثماني نفر الذين كانوا أول من لقي النبي صلى الله عليه وسلم، من الأنصار بمكة حين عرض عليهم الإسلام، فأسلموا، وكما ذكر الواقدي أنه شهد بيعة العقبة الأولى، وأجمع المؤرخون أنه شهد بيعة العقبة الثانية، فهو واحد من أوائل الأنصار إسلاما، وقد شهد عويم مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزواته كلها، وقد روت ابنة لعويم بن ساعدة أن عمر بن الخطاب وقف على قبر أبيها.

 

فقال “لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول أنه خير من صاحب هذا القبر، ما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم، راية إلا وعويم تحت ظلها” وقد ذكر ابن سعد أن عويم ترك من الولد عتبة وسويد وقرظة وكانت أمهم هى أمامة بنت بكير بن ثعلبة الجشمية الخزرجية، وكان عويمر رضى الله عنه، أمه هى عميرة بنت سالم بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وكان عويمر رضى الله عنه، يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل إِنه شهد العقبات الثلاثة، وذلك أن ابن القادح قال كانت العقبة الأولى ثمانية، والثانية اثنا عشر، والثالثة سبعون، وعن عويم بن ساعدة الأنصاري أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَتاهم في مسجد قباء.

 

فقال لهم ” إن الله قد أحسن الثناء عليكم فى الطهور، فى قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذى تطهرون به ” فقالوا، والله يا رسول الله ما نعلم إِلا أَنه كان لنا جيران من اليهود، وكانوا يغسلون أَدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا، هكذا كانت الأنصار صحابة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله “اهتز عرش الرحمن لسعد بن معاذ” وقيل إن سبب اهتزاز العرش كان تعبيرا عن مدى حب الله تعالى لسعد بن معاذ، وعن مدى فرحه بلقائه، وقد قيس ذلك على حب جبل أحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن دل ذلك على شيء فهو عظم مكانة سعد في الإسلام، ومحبة الله تعالى الكبيرة له.

 

فسعد رضي الله عنه، كما ورد هو من أهل الجنة وأرفع الشهداء، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن جبل أحد “أحد جبل يحبنا ونحبه” وعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم على جبل احد، وكان معه الصحابة الكرام أبو بكر، وعمر، وعثمان وعلى وفى رواية وطلحة والزبير بن العوام، فأهتز جبل أحد، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على الجبل وقال له ” أثبت احد فما عليك الا نبى أو صديق ويعنى أبوبكر، أوشهداء” فكانت هذه بشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام عمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير أنهم سيموتون شهداء وقد حدث ذلك بالفعل فسكن الجبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى