مقال

نفحات إيمانية ومع عكرمه بن عمرو بن هشام ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع عكرمه بن عمرو بن هشام ” جزء 5″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع عكرمه بن عمرو بن هشام، وأما عن زوجته فهى أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخ عمرو بن هشام وأمها فاطمة بنت الوليد وخالها هو سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية، صحابية، وأمها هى فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وهى أخت سيف الله خالد بن الوليد، وقد تزوجت أم حكيم من عكرمة بن أبى جهل، ولما قتل عنها عكرمة، تزوجها خالد بن سعيد، وهى أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوجها ابن عمها عكرمة بن أبي جهل، وحضرت يوم أحد وهى كافرة، وقد أسلمت أم حكيم يوم الفتح، واستأمنت النبى صلى الله عليه وسلم لزوجها عكرمة.

 

وكان عكرمة قد فر إِلى اليمن، وخرجت في طلبه فردته حتى أَسلم، وثبتا على نكاحهما، فعن عبد الله بن الزبير قال “لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبى جهل وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعته” وعن عروة قال ” كانت أم حكيم بنت الحارث عند عكرمة، وكانت فاختة بنت الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية، فأسلمتا جميعا، واستأمنت أم حكيم بنت الحارث لعكرمة، فأمنه النبى صلى الله عليه وسلم، ولما قتل عنها عكرمة، تزوجها خالد بن سعيد، وروى عبد الحميد بن جعفر، عن أَبيه، قال “كانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أَبى جهل، فقتل عنها بأجنادين، فاعتدت أربعة أشهر وعشرا، وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها.

 

وكان خالد بن سعيد يرسل إليها يعرض لها فى خطبتها، فخطبت إلى خالد بن سعيد، فتزوجها على أَربعمائة دينار، فلما نزل المسلمون مرج الصفر، وكان خالد قد شهد أَجنادين وفحل ومرج الصفر، أراد خالد أن يعرس بأم حكيم فجعلت تقول لو أخرت الدخول حتى يفض الله هذه الجموع، فقال خالد إِن نفسي تحدثني أنى أصاب في جموعهم، قالت فدونك فأعرس بها عند القنطرة التى بالصفر، وفيها سميت قنطرة أم حكيم، وأولم عليها، فدعا أصحابه على طعام، فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها صفوفا خلف صفوف وبرز رجل منهم معلم يدعو إلى البراز، فبرز إِليه أَبو جندل بن سهيل بن عمرو، فنهاه أَبو عبيدة، فبرز حبيب بن مسلمة فقتله حبيب، ورجع إلى موضعه.

 

وبرز خالد بن سعيد فقاتل فقتل، وشدت أم حكيم عليها ثيابها وتبدت وإِن عليها أثر الخلوق فاقتتلوا أَشد القتال على النهر، وصبر الفريقان جميعا وأَخذت السيوف بعضها بعضا، وقتلت أم حكيم يومئذ سبعة بعمود الفسطاط، الذى بات فيه خالد معرسا بها، ولما دنا عكرمة من المدينة قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه “سيأتيكم عكرمة بن عمرو مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذى الحى ولا يبلغ الميت” فدخل عكرمة المدينة ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ” مرحبا بالراكب المهاجر” وبايعه على الإسلام، وشهد معه معركة حنين والطائف وشهد حجة الوداع، ويروري المؤرخون المسلمون أنه بعد وفاة رسول الله قاتل عكرمة المرتدين.

 

واستعمله أبو بكر الصديق رضى الله عنه على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا قد امتنعوا عن دفع الزكاة وظهر عليهم عكرمة، ثم وجهه أبو بكر أيضا إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهدا أيام أبي بكر الصديق مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر رضى الله عنه وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لاحاجة لي فيها فدعا له بخير وسار إلى الشام، وفي يوم اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ، على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين فى أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد فقال له لاتفعل يا بن العم فإن قتلك سيكون على المسلمين شديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى