مقال

نفحات إيمانية ومع عكرمه بن عمرو بن هشام ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع عكرمه بن عمرو بن هشام ” جزء 3″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع عكرمه بن عمرو بن هشام، فقالت قريش “صبأ والله الوليد، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم” فقال أبو جهل “أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزينا فقال له الوليد ما لي أراك حزينا يا ابن أخي؟” فقال “وما يمنعني أن أحزن؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبى كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم” فغضب الوليد وقال “ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالا وولدا؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل؟” ثم قام مع أبي جهل حتي أتي مجلس قومه فقال لهم “تزعمون أن محمدا مجنون، فهل رأيتوه يحنق قط؟” قالوا “اللهم لا” قال “تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟”

 

قالوا “اللهم لا” قال “تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟” قالوا “لا” فقالت قريش للوليد “فما هو؟” فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال”ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر” فقال أبو جهل “والله إن لى فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد” قالوا “وما هو يا أبا الحكم؟” قال “أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، فرضوا منا بالعقل، فعقلناه لهم” فكان عمرو ابن هشام هو من ألد المشركين يوم بدر.

 

فقد قرر كبير القوم عتبة بن ربيعة الانسحاب والعودة إلى مكة وقال “لا يشق القوم إلا ابن الحنظلية” ويقصد أبا جهل، وهو ما حصل إذ رد عليه أبو جهل، بوساطة حكيم بن حزام وقال “لقد جبن ابن ربيعة لأن ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة في جيش محمد، فلا نرجع حتى نرد ماء بدر وتعزف القيان وتدق الطبول وتسمع بنا العرب” فقتل يوم بدر على يد معوذ ومعاذ أبناء عفراء وقد كانا فى حوالي السادسة عشر من عمرهما، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود فسأله أبو جهل قبل موته “لمن الغلبة اليوم؟” فرد عليه ابن مسعود “لله ورسوله يا عدو الله” فرد عليه أبو جهل “لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعى الغنم” وقال ابن إسحاق، قال معاذ بن عمرو بن الجموح “سمعت القوم، وأبو جهل في مثل الحرجة.

 

والحرجة هى الشجر الملتف، أو شجرة من الأشجار لا يوصل إليها، شبه رماح المشركين وسيوفهم التى كانت حول أبى جهل لحفظه بهذه الشجرة وهم يقولون أبو الحكم لا يخلص إليه، قال، فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه، فلما أمكننى حملت عليه، فضربته ضربة أطنت قدمه أطارتها بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها، قال وضربنى ابنه عكرمة على عاتقى فطرح يدى، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عامة يومى وإني لأسحبها خلفى، فلما آذتنى وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها حتي طرحتها، ثم مر بأبى جهل وهو عقير معوذ ابن عفراء فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رمق.

 

وقاتل معوذ حتى قتل، ولما انتهت المعركة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من ينظر ما صنع أبو جهل؟” فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال “هل أخزاك الله يا عدو الله؟” قال “وبماذا أخزاني؟ أأعمد من رجل قتلتموه؟ أو هل فوق رجل قتلتموه؟” وقال “فلو غير أكار قتلني” ثم قال “أخبرني لمن الدائرة اليوم؟” قال “لله ورسوله” ثم قال لابن مسعود وكان قد وضع رجله على عنقه “لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعى الغنم” وكان ابن مسعود من رعاة الغنم فى مكة، فاحتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال”يا رسول الله، هذا رأس عدو الله، أبي جهل، فقال “الله الذى لا إله إلا هو؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى