مقال

نفحات إيمانية ومع مفرق الجماعات الموت ” جزء 2″ 

نفحات إيمانية ومع مفرق الجماعات الموت ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع مفرق الجماعات الموت، وعن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، لابنه الحسن بن على “يا بني أكثر من ذكر الموت، وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه، حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك وشددت له أزرك، ولا يأتيك بغتة فيبهرك” فكثرة ذكر الموت تجعل من الإنسان دائم الإستعداد للموت، مجانبا للغفلة والسهو واللعب والضحك واللامبالاة، وقد جاء في الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال صلى الله عليه وسلم “أكثروا ذكر هادم اللذات، فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسّعه، ولا في سعة إلا ضيّقه عليه” وعن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه.

 

“أوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم، وطمعكم فيمن ليس يمهلكم، فكفى واعظا بموتى عاينتموهم” وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أكثروا من ذكر هادم اللذات، فقيل يا رسول الله فما هادم اللذات ؟ قال الموت، فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكرا للموت، وأشدهم له استعدادا ” فيا أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأن نصلح دنيانا ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا فتلكم وصية من وصايا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لنا ومما يروى عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن قوله صلى الله عليه وسلم “أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة التفكر فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة”

 

وقوله صلى الله عليه وسلم “أكثر ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله قلبه وهون عليه الموت وإنه لا يكون في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا أجزاه” وقوله صلى الله عليه وسلم “أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا في سعة إلا ضيقها عليه” يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “أكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب، ويزهد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم” وقال صلى الله عليه وسلم “أتتكم المنية رابية لازمة جاء الموت بما جاء به، جاء بالروح والراحة والكرة المبارك لأولياء الرحمن من أهل دار الخلود الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها لها.

 

ألا وإن لكل ساعي غاية، وغاية كل ساع الموت فالناس سابق ومسبوق” والمتأخر لا بد له من اللحوق، ولكن جعل الله له في تأخره عبرة وعظة ليستعد للموت قبل نزوله، وليتهيأ للقاء ربه فمن لم يعتبر ويتعظ فهو لاه شقي وعن مصيره غبي، فكفى بالموت واعظا وباليقين غنى فروي عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل ” يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه” وفي الصحيح عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وإنما يكون ذلكم عند الموت حين يرى المحتضر ما يبشر به بحسب عمله”

 

فإنكم في دار هدنه، وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، وإن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء وجلاؤها كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن، وإنكم لو رأيتم الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره، وفي مسند الديلمي رحمه الله عن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “وما من أهل بيت إلا وملك الموت يتعاهدهم في كل يوم مرتين فمن وجده قد انقضى أجله قبض روحه فإذا بكى أهله وجزعوا قال لم تبكون ولم تجزعون فو الله ما نقصت لكم عمرا، ولا حبست لكم رزقا وإن لي فيكم لعودة ثم عودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى