مقال

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 4”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع معركة الخازر ومقتل الحسين، وكان إبن الأشتر يقصد بالسواد الأعظم قلب الجيش الذي فيه عبيدالله بن زياد، فتضاربوا بالسيوف وتطاعنوا بالرماح، وإبراهيم بن الأشتر يشد بسيفه فلا يضرب أحدا إلا قتله، والقوم يهربون من بين يديه كأنهم الغنم، وكان إذا حمل برايته حمل أصحابه معه حملة رجل واحد لا يثنيهم شيء، واستمروا على ذلك، ثم إن أهل الشام انهزموا بعد قتال شديد وقتلى من الفريقين كثيرة، ويقال إن عميرا أول من أنهزم بالقوم بعد البداية القوية منه، وقد وصل إبن الأشتر إلى عبيد الله بن زياد فقتله وهو لا يعرفه فقال، ياقوم لقد قتلت رجلا وجدت منه رائحة المسك شرقت يداه وغربت رجلاه، فطلبوا هذا القتيل فإذا هو ابن زياد، فأمر برأسه فأخذ وأحرقت جثته بالنار.

 

وحمل شريك بن جرير التغلبي على الحصين بن نمير وهو يظنه ابن زياد فقتله، وقتل أيضا شرحبيل بن ذي الكلاع، وهذا يعني أن قادة جيش الشام الكبار قتلوا جميعا، ولما انتصر إبن الأشتر ورجاله اتبعوا الشاميين في كل مكان فكان من غرق من جيش الشام أكثر ممن قتل، واحتووا على مافي معسكرهم من الأموال والخيول، وكان المختار قد بشر أصحابه بالنصر قبل أن يجيء الخبر، ويقول بن كثير ” فما ندري أكان ذلك تفاؤلا منه أو اتفاقا وقع له أو كهانة” ويعتقد المسلمون السنة أنه الكاذب الذي قصده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حديثه الذي قال فيه ” إن في ثقيف كذابا ومُبِيرا” وأما عن عبيد الله بن زياد بن أبيه، وهو يلقب بأبي حفص، فهو والي العراق ليزيد بن معاوية.

 

وقد تولي البصرة سنة خمسة وخمسين من الهجرة، وكما ولي خراسان، وقد قتله إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي سنة سبعة وستين من الهجرة في معركة الخازر، وقيل أنه عندما تولي خراسان كان عمره اثنين وعشرين سنة وقد سار بجيش مكون من عشرين ألف جندي على الأبل فأفتتحوا بيكند ونسف، ورامدين، وهي حاميات مملكة بخارى وكان معه زياد بن عثمان الثقفي والمهلب بن أبي صفرة الأزدي في فتوحاته، وولي ابن زياد البصرة أيام معاوية بن أبي سفيان، وتولي خراسان، فكان أول عربي قطع جيحون، وفتح بيكند وغيرها وقد أرسله أبيه ففتح سجستان وزابل و كابول وقهستان، وقد ولى يزيد بن معاوية ابن عمه عبيدالله بن زياد، على البصرة والكوفة ليقضي على ثورة آل البيت.

 

وقضى عليها وصار حاكم عليها حتى موت يزيد بن معاوية، وبعد موت يزيد وتولي معاوية بن يزيد الخلافة على دمشق وابن الزبير على كل العالم الإسلامي، فر عبيدالله إلى دمشق ومع عمرو بن الحجاج الزبيدي المذحجي، وقد ذهب عبيد الله بن زياد بحملة مكونة من خمسة عشر ألف مقاتل، وذلك لاسترداد العراق من مصعب بن الزبير، وهو والي العراق لأخيه عبد الله بن الزبير لكنه تفاجأ بأعداء جدد وهم فرقة سليمان بن صرد المعروفون بالتوابين، وفرقة المختار فهزم عبيد الله التوابين، لكنه بعد سنتين هزم أمام فرقة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان بعد انتصار جيش الامويين في معركة عين الوردة على جيش التوابين وقتل قائد جيش التوابين سليمان بن صرد، فقد اراد عبد الملك بن مروان.

 

انتزاع العراق من المختار الثقفي قبل ان يسيطر عليه عبد الله بن الزبير الذي ارسل اخيه مصعب بن الزبير للبصرة والتوجه للكوفة وانتزاعها من المختار وكان العراق ساحة حرب ونزاع بين الامويين والزبيريين، مما جعل الامويين يرسلون جيشا بقيادة عبد الله بن زياد والي العراق السابق، وأما عن سليمان بن صرد فهو صحابي من خزاعة، وقد أسلم في المدينة المنورة على يد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه يسار، فلما أسلم سمّاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، سليمان، وبعد فتح العراق، نزل سليمان بن صرد الكوفة، وابتنى فيها دارا، وقد شهد سليمان مع الإمام علي بن أبي طالب معاركه كلها، وفي وقعة صفين كان هو من بارز حوشبا ذا ظليم الألهاني، وقتله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى