مقال

نفحات إيمانية ومع مصر بلد الأمن والأمان ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع مصر بلد الأمن والأمان ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع مصر بلد الأمن والأمان، وفي لفظ قال صلى الله عليه وسلم “وإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا ” إن الله أحلها لنبيه ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها كما كانت” وهكذا الإسلام يُعظم أمن هذا البيت، ويوجب على المسلم احترام أمنه، ويخبرنا ربنا تعالى أن من هم في هذا البيت بمعصية فإن الله يُعاجله بالعقوبة بمجرد همّه وإن لم يفعل، فمجرّد إرادة الإلحاد فيه بالظلم والعدوان فيه، فإن الله يذيقه العذاب الأليم، وكان ذلك لأنه أخل بأمن هذا البلد الأمين، وقد جعل الله تعالى أمن هذا البلد وقصده بالحج والعمرة سببا لقيام الناس وأمنهم من العذاب العظيم، ومن خصائصه أنه خير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، وكان لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة من مكة إلى المدينة.

 

وقف قليلا عند الحزورة وقال صلى الله عليه وسلم ” والله، إنك لخير أرض الله، وإنك أحبّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجتُ منك ما خرجت” وفي لفظ قال: “ما أطيبك وما أحبك إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما سكنت بلدا غيرك، ومن خصائص هذا البلد الأمين أن الصلاة فيه مضاعفة بمائة ألف صلاة فيما سواه، حيث يقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام خير من صلاة في مسجدى بمائة مرة ” وهذا هو بيت الله الحرام وهو البلد الأمين وأما إذا تحدثنا عن مصر أم الدنيا، فنقول أنه قد قيل أنه أهدي إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، منها العسل، فقال صلى الله عليه وسلم، من أين هذا؟

 

فقيل له من قرية بمصر يقال لها بنها، فقال صلى الله عليه وسلم ” اللهم بارك في بنها وفي عسلها ” فكان عسلها إلى يومنا هذا خير عسل مصر، وكان ذلك لما كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس صاحب مصر فأجابه عن كتابه جوابا جميلا، وأهدى إليه ثيابا وكراعا وجارتين من القبط، مارية بنت شمعون وأختها سيرين بنت شمعون، وتسرى مارية، فولدت له ابنه إبراهيم، وأهدى أختها لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن بن حسان، وسأل عليه صلى الله عليه وسلم عن العسل الذي أهدي إليه، فقال من أين هذا؟ فقيل له من قرية بمصر يقال لها بنها، فقال “اللهم بارك في بنها وفي عسلها ” ولكن هناك إيضاح عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن العسل الذي أهدي إليه، ودعاؤه للقرية المذكورة التى يقال عنها بنها.

 

فهذا أمر لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قد رواه ابن معين في تاريخه، من طريق ليث عن ابن شهاب قال ” بارك النبي صلى الله عليه و سلم في عسل بنها ” وقد ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة، من هذا الطريق وقال أنه منكر، وهذا إسناد مرسل ضعيف، وقد قيل أن ابن لهيعة كان قد احترقت كتبه واختلط، وانظر إلى تهذيب التهذيب، وقد كان يزيد بن أبي حبيب من صغار التابعين، فالحديث في الدعاء لبنها، أو فضل عسلها، قيل لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما عن البساتين والأشجار التي على نهر النيل، فكانت البساتين بحافتي النيل من أوله إلى آخره ما بين أسوان إلى رشيد لا تنقطع، ولقد كانت المرأة تخرج حاسرة ولا تحتاج إلى خمار لكثرة الشجر.

 

وحتى قيل أنه لقد كانت المرأة تضع المكتل على رأسها فيمتلئ مما يسقط به من الشجر وهى تسير تحته، وأما من كان بها من الصحابة، فقد ذكر أهل العلم والمعرفة والرواية أنه دخل مصر، في فتحها ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أكثر من مائة رجل وقال يزيد بن أبي حبيب، فقد وقف على إقامة قبلة المسجد الجامع ثمانون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما ما يعجب من رونق منظرها، فذكر عن كعب الأحبار أنه قال من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة، فلينظر إلى مصر وإذا أخرفت وإذا أزهرت، وإذا اطردت أنهارها، وتدلت ثمارها، وفاض خيرها، وغنت طيرها، وعن عبد الله بن عمرو قال، من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى