مقال

تربية النفس ليست رفاهية و هى مسؤولية صاحبها فقط.

جريدة الاضواء

 

تربية النفس ليست رفاهية و هى مسؤولية صاحبها فقط.

غريب سعد

معظم الجرائم التى تحدث

والظلم الذى يقع من البعض

والخلافات التى تؤدى إلى قطع العلاقات او ربما القتل

مرجعها الأساسي هو عدم تهذيب النفس و تربيتها ،

إفلات الحبل على الغارب لها ،

إعطائها “الميكروفون” لتكون صاحبة الصوت الأعلى فى الأمر و النهى.

و ما أدراك ما النفس ، ثم ما أدراك ما النفس ، إذا شعرت بسلطتها و سطوتها على صاحبها

ستستعبده بالشهوات و الأهواء

ستسيطر عليه بمزاجها المتقلب

ستعميه بالكبر

و ستجعله لا يرى الا من خلالها و لا يسمع الا صوتها

لانها ستكون فى مركز اهتمامه ،لا ليهذبها و يوجهها بل لتوجهه هى و تستعبده.

تربيتك لنفسك أيها الإنسان و تهذيبها وشكمها بلجام الدين و الأدب هو ما سيعيدها إلى حظيرتك ،تحت سيطرتك.

النفس كالحصان البرى الجموح،ان لم تشد على حبلها فى يدك ، ستتفلت منك و ستجرك خلفها إلى مصير مجهول.

و لقد علمنا رسولنا الكريم الاستعاذة من شر النفس فى هذا الحديث

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال :

يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال يا أبا بكر قل : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم

رواه الترمذي

اذا تأملنا الحديث سنجد ان الرسول الكريم استعاذ من شر النفس و شر الشيطان ، لأن شرورهما ستضر النفس فى المقام الأول قبل ان تضر الغير.

اذا وضعنا هذه الحقيقة نصب أعيننا ، و عرفنا ان النفس الأمارة بالسوء إنما هى نفس تحتاج إلى إرشاد و إلى تهذيب و إلى ردع و إلى قيادة ،لأن أول من تصيبه بشرها هى ذات نفسها ، لذلك فهى لا تصلح للقيادة !

تربية النفس ليست رفاهية و هى مسؤولية صاحبها فقط.

قد أفلح من زكاها لأنه سيأمن شرها

وقد خاب من دساها لأنه سيقع ولابد فى أوحالها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى