مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بنى سليم “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بنى سليم “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الرسول في غزوة بنى سليم، فقال صلى الله عليه وسلم “أما فرسك فلا بد لك منها، وأما بدنك فبعها” فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فجئته صلى الله عليه وسلم، بها فوضعها في حجره فقبض منها قبضة فقال “أي بلال ابتع لنا بها طيبا ” وفي رواية لما خطبها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تصدقها” وفي لفظ “هل عندك شيء تستحلها به؟” قال الإمام على، ليس عندي شيء، قال صلى الله عليه وسلم “فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟” قال عندي، فباعها من عثمان بن عفان بأربعمائة وثمانين درهما، ثم إن عثمان رضي الله عنه رد الدرع إلى الإمام علي كرم الله وجهه، فجاء عليّ بالدرع والدراهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فدعا لعثمان بدعوات، وفي فتاوى الجلال السيوطي أنه سئل هل لصحة ما قيل إن عثمان بن عفان رأى درع علي رضي الله تعالى عنهما يباع بأربعمائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه، هذا درع علي فارس الإسلام لا يباع أبدا، فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس، في كل كيس أربعمائة درهم، مكتوب على كل درهم، هذا ضرب الرحمن لعثمان بن عفان، فأخبر أمين الوحى جبريل عليه السلام، النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال “هنيئا لك يا عثمان” وفيها أيضا أن عليا خرج ليبيع إزار فاطمة ليأكل بثمنه، فباعه بستة دراهم، فسأله سائل فأعطاه إياه.

 

فجاء جبريل في صورة أعرابي ومعه ناقة، فقال، يا أبا الحسن اشتر هذه الناقة، قال، ما معي ثمنها قال، إلى أجل، فاشتراها بمائة ثم عرض له ميكائيل في صورة رجل في طريقه، فقال، أتبيع هذه الناقة؟ قال نعم، قال، بكم اشتريتها؟ قال بمائة، قال آخذها بمائة ولك من الربح ستون، فباعها له، فعرض له جبريل فقال له بعت الناقة؟ قال نعم، قال ادفع إليّ ديني، فدفع له مائة ورجع بستين، فقالت له فاطمة رضى الله عنها، من أين لك هذا؟ قال ضاربت مع الله بستة فأعطاني ستين، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك، فقال له ” البائع جبريل والمشتري ميكائيل، والناقة لفاطمة تركبها يوم القيامة له أصل أم لا؟ فأجاب عن ذلك كله بأنه لم يصح، أي وهي تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكلام الموضوع.

 

ولما أراد النبى صلى الله عليه وسلم، أن يعقد خطب فقال صلى الله عليه وسلم “الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بحكمته، ثم إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبا وصهرا وكان ربك قديرا، ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من عليّ بن أبى طالب على أربعمائة مثقال فضة، أرضيت يا علي؟ قال رضيت” وبعد ذلك فقد خطب الإمام علي ضى الله عنه فقال” الحمد لله شكرا لأنعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال “يا عليّ اخطب لنفسك” فقال الإمام على رضى الله عنه” الحمد لله الذي لا يموت، وهذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوّجني ابنته فاطمة على صداق مبلغه أربعمائة درهم.

 

فاسمعوا ما يقول واشهدوا” قالوا، ما تقول يا رسول الله؟ قال “أشهدكم أني قد زوّجته ” وقال ابن كثير، وهذا خبر منكر، وقد ورد في هذا الفصل أحاديث كثيرة منكرة وموضوعة، وكان لما تمّ العقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بطبق بسر فوضع بين يديه ثم قال للحاضرين انتهبوا، وقول ألغمام علي رضى الله عنه، نبهاني لأمر كنت عنه غافلا لا ينافي ما روي عن السيده أسماء بنت عميس أنها قالت، قيل لعلي، ألا تتزوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما لي صفراء ولا بيضاء ولست بمأبور ويعني غير الصحيح الدين، ولا المتهم في الإسلام، أي لا أخشى الفاحشة إذا لم أتزوج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى