مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بنى سليم “جزء 5”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بنى سليم “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الرسول في غزوة بنى سليم، وقد توقفنا مع زواج السيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب، وأما عن ليلة بنى بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ” لا تحدث شيئا حتى تلقاني” فجاءت بها أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وعليّ في جانب آخر، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لفاطمة ” ائتيني بماء ” فقامت تعثر في ثوبها، وفي لفظ في مرطها من الحياء، فأتته بقعب فيه ماء، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومج فيه، ثم قال لها ” تقدمي ” فتقدمت، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال ” اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ” ثم قال ” ائتوني بماء ” فقال الإمام علي رضى الله عنه، فعلمت الذي يريد.

 

فقمت وملأت القعب فأتيته به، فأخذه فمج فيه وصنع بي كما صنع بفاطمة ودعا لي بما دعا لها به، ثم قال ” اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في شملهما، أي الجماع، وتلا صلى الله عليه وسلم سورة الاخلاص “قل هو الله أحد” والمعوذتين، ثم قال أدخل بأهلك باسم الله والبركة، وكان فراشها إهاب كبش، أي جلده، وكان لهما قطيفة إذا جعلاها بالطول انكشفت ظهورهما وإذا جعلاها بالعرض انكشفت رؤوسهما، ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام لا يدخل على السيده فاطمة، وفي اليوم الرابع دخل عليهما في غداة باردة وهما في تلك القطيفة، فقال لهما، كما أنتما وجلس عند رأسهما ثم أدخل قدميه وساقيه بينهما، فأخذ الإمام علي رضى الله عنه.

 

إحداهما فوضعها على صدره وبطنه ليدفئها وأخذت فاطمة رضي الله عنها الأخرى فوضعتها كذلك، وقالت له في بعض الأيام، يا رسول الله ما لنا فراش إلا جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه ناضحنا بالنهار، فقال لها صلى الله عليه وسلم “يا بنية اصبري، فإن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام أقام مع امرأته عشر سنين ليس لهم فراش إلا عباءة قطوانية” أي وهي نسبة إلى قطوان، وهو موضع بالكوفة، أي ولعل العباءة التي كانت تجلب من ذلك الموضع كانت صفيقة، وعن الإمام علي رضي الله تعالى عنه، لم يكن لي خادم غيرها، وعنه رضي الله تعالى عنه “لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأني لأربط الحجر على بطني من الجوع.

 

وإن صدقتي اليوم لتبلغ أربعين ألف دينار” ولعل المراد في السنة، وقال الإمام أحمد بن حنبل، ما ورد لأحد من الصحابة ما ورد لعلي رضي الله تعالى عنه أي من ثنائه صلى الله عليه وسلم عليه، وكان سبب ذلك أنه كثرت أعداؤه والطاعنون عليه من الخوارج وغيرهم، فاضطر لذلك الصحابة أن يظهر كل منهم من فضله ما حفظه ردا على الخوارج وغيرهم، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال، ما نزل في أحد من الصحابة من كتاب الله ما نزل في عليّ، فقيل أنه نزل في عليّ ثلاثمائة آية، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، كل ما تكلمت به في التفسير فإنما أخذته عن الإمام علي رضى الله عنه، وكان من كلماته البديعة الوجيزة، أنه قال.

 

“لا يخافن أحد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، ولا من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم” وما أبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول الله أعلم، ومن ذلك العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف علمهم عملهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم من مجالسهم تلك إلى الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ” يهلك فيك رجلان، محب مطر، وكذاب مفتر مكره لك يأتي بالكذب المفترى” وقال له صلى الله عليه وسلم “يا علي ستفترق أمتي فيك كما افترقت في عيسى ابن مريم” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى