مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بواط “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بواط “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الرسول في غزوة بواط، وقد هاجر إلى الحبشة مع أبيه وعمّيه قدامة وعبد الله، ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، بعد هجرته إلى يثرب، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين حارثة بن سراقة الأنصاري، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوات بدروأحد والخندق وباقي المشاهد، وكان فيها من بين الرُماة، وكما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، على المدينة في غزوة بواط، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قد شارك السائب في حروب الردة، وأصيب في معركة اليمامة فى السنة الثانية عشر من الهجرة بسهم أدى إلى وفاته، وكان عمره يومها بضع وثلاثون سنة، وأما عن سعد بن أَبي وقاص مالك القرشي الزهري، فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

 

وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، فقيل ثالت من أسلم وقيل السابع، وهو أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم “ارم فداك أبي وأمي” وهو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وقدهاجر سعد إلى المدينة المنورة، وشهد غزوة بدر وأحد وقد ثَبت فيها حين ولى الناس، وقد شهد غزوة الخندق وبايع في الحديبية وشهد خيبر وفتح مكة، وكانت معه يومئذ إِحدى رايات المهاجرين الثلاث، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الرماة الماهرين، وقد استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي سَيَّرها لقتال الفرس.

 

فانتصر عليهم في معركة القادسية، وأَرسل جيشا لقتال الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح مدائن كسرى بالعراق، فكان من قادة الفتح الإسلامي لفارس، وكان أول ولاة الكوفة، حيث قام بإنشائها بأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى السنة السابعة عشر من الهجرة النبوية الشريفة، وقد جعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال “هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض” وقد اعتزل سعد الفتنة بين الإمام علي بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى سفيان، وتوفى في سنة خمسة وخمسين من الهجرة بالعقيق ودُفن بالمدينة المنورة، وكان آخر المهاجرين وفاة رضى الله عنه وأرضاه.

 

وأما عنغزوة بواط فقد كانت أول غزوة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت غزوة الأبواء، ثم تلتها غزوة بواط، وجاءت بعدها غزوة العشيرة، وقد حدثت غزوة بواط في شهر ربيع الأول من العام الثاني من الهجرة النبوية، وذلك قبل حدوث غزوة بدر الكبرى، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم، قد خرج مع عدد من صحابته لاعتراض قافلة قريش التي كانت تضم أموالا وتجارة لقريش، وكان قائدها أمية بن خلف، أما موقع غزوة بواط فقد كان في منطقة بواط، وهي جبال تابعة لجبال جهينة في منطقة رضوى، وسميت غزوة بواط بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي تجمع فيها المسلمون لاعتراض عير قريش.

 

وكان عدد قوات المسلمين في غزوة بواط نحو مئتي رجل فقط، بالإضافة إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين لملاقاة قافلة قريش التجارية، واستخلف في المدينة الصحابي سعد بن معاذ، أما حامل لواء المسلمين فكان الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى منطقة بواط، لم يلق المسلمون أحدا من المشركين، حيث استطاعت القافلة التي شكّلت قوات قريش الذهاب إلى مكة، ولم يكن أي وجود للقافلة وكفار قريش، وبهذا لم يحدث قتال بين المسلمين والمشركين في هذه الغزوة، فعاد المسلمون إلى المدينة، علما أن قوات قريش كانت تشكل مئة رجل وألفين وخمسمئة من البعير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى