مقال

نفحات إيمانية ومع نبى الله ذو الكفل علية السلام ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع نبى الله ذو الكفل علية السلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع نبى الله ذو الكفل علية السلام، وأن الله سبحانه وتعالى قرن ذكره بذكر إسماعيل وإدريس، والغرض هو ذكر الفضلاء من عباده ليتأسى بهم، وذلك يدل على نبوته، وأن السورة ملقبة بسورة الأنبياء، فكل من ذكره الله تعالى فيها فهو نبي، ولم يتعرض القرآن الكريم لقصة هذا النبي الكريم من قريب أو بعيد، بل غاية ما فعل أن ذكره ضمن عدد من الأنبياء، وصفهم بالصابرين والأخيار، ومن قصة ذي الكفل فيما ورد عن بعض الروايات، أن إبليس جعل يقول للشياطين عليكم بفلان، فأعياهم ذلك، فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النومة فدق الباب، فقال ذو الكفل من هذا؟ قال شيخ كبير مظلوم.

 

فقام ذو الكفل ففتح الباب، فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطول في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة، فقال ذو الكفل إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك، فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام، لكن الشيخ لم يحضر للمجلس، وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ، وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا، ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له فقال ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟ فقال الشيخ إنهم اخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني، فقال ذو الكفل انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني.

 

ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم، فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه، فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله ألم آمركم ألا يدخل علي أحد؟ فقالوا لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل، فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال أعدُوّ الله؟ قال نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك، ويعتقد العديد من الباحثين والمؤرخين أن ذو الكفل هو نفسه حزقيال لدى اليهود ويعد حزقيال نبيا لدى اليهود أيضا.

 

وقد ورد ذكره في سفر نبوة حزقيال في العهد القديم ووفقا لبعض روايات اليهود أنه قد قدم للعراق خلال السبي البابلي ويرى بعض العلماء أنه رجل من الصالحين وقد رجح ابن كثير نبوته لأن الله عز وجل قرنه مع الأنبياء كما في سورة الأنبياء، وكما ذكر أنه بعث لأهل دمشق، وقال أهل التاريخ ذو الكفل هو ابن أيوب ونسبه هو نسب أيوب واسمه في الأصل حزقيل وقد بعثه الله بعد أيوب إلى أهل دمشق وما حولها وسماه ذا الكفل لأنه تكفل ببعض الطاعات فوفى بها، وقيل أنه كان ذو الكفل يصلي كل يوم مائة صلاة، وقيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بذي الكفل وقال ابن كثير فالظاهر من ذكره في القرآن بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه السلام وهذا هو المشهور،

 

وإن القرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد الأنبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك لا بالإجمال ولا بالتفصيل، وبحسب موسوعة “المسالك” الثقافية، اختلف في اسمه فقيل بشر ابن أيوب عليه السلام وقد بعثه الله تعالى نبيا بعد أبيه وسماه ذا الكفل وأمره سبحانه بالدعاء إلى توحيده، وكان مقيما بالشام عمره ومات وهو ابن خمس وسبعين سنة وأوصى إلى ابنه عبدان وأخرج ذلك الحاكم عن وهب، وقيل هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون أخي موسى بن عمران عليهم السلام، وصنيع بعضهم يشعر باختياره، وقيل يوشع بن نون، وقيل اسمه ذو الكفل، وقيل هو نبى الله زكريا وقد حكى كل ذلك الكرماني في العجائب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى