مقال

رسل العلم……

رسل العلم

بقلم عبير مدين

مقال للأستاذ سيد ابو اليزيد ذكرني بمدرسي في مراحل التعليم المختلفة اختص منهم أبلة نعيمة رحمها الله مدرستي في المرحلة الابتدائية و أبلة آمنة مدرسة اللغة العربية والأستاذ محمد حامد مدرس الرياضيات في المرحلة الإعدادية والأستاذة سيسيل مدرسة الاحياء والاستاذ محمد الصعيدي مدرس التاريخ بالمرحلة الثانوية.
أما أبلة نعيمة فكانت لنا أما قبل أن تكون معلمة كانت تراقبنا في الفسحة أثناء تناولنا الطعام وعندما لاحظت تفاوت مستوي وجبات الطعام للطلبة اقترحت علينا نعمل (غديوة) حيث كنا نتجمع وهي معنا بصفتها رائد الفصل ونجلس معا في الفسحة،
تفرش لنا مفرش مكتبها ونضع الطعام عليه ثم نبدأ نأكل معا ونتبادل الساندويتشات وتطعمنا بيدها كانت تحضر الفاكهة وبعض الطعام من بيتها كأنها تتناوله معنا فتعطي كل واحد منا قطعه أو شريحة أو حتى فص برتقال واحد!
لا تفرق بين الطلبة كانت تحفظ كرامة الفقير وجعلتنا جميعا أسرة واحدة نحب الذهاب الى المدرسه
أما أبلة آمنة فكانت حديثة التخرج نحيفة قصيرة تظنها طالبة معنا ما إن رأيناها تدخل علينا اول مره حتى انفجرنا بالضحك كيف لهذه الطفلة أن تكون معلمة؟!
الحقيقة أنها كانت ذات شخصية راقيه شاركتنا الضحك ثم عقدت معنا اتفاق وهو عقب إنتهاء شرحها الدرس والتأكد أننا فهمنا جيدا سوف تقدم لنا مكافأة ومفاجأة كل حصة
أما المكافأة فكانت تحفزنا اثناء الإجابة وهي تمسك قطعة حلوى في يدها صاحبة الإجابة الأفضل تأخذها فكنا حريصين على التحصيل وزرعت بيننا المنافسة أما المفاجأة فكانت تخصص عشر دقائق في نهاية كل حصة لتحكي لنا قصة قرأتها علي حلقات فكنا في شوق دائم للذهاب إلى المدرسة و إنتظار حصة اللغة العربية حتى نحصل على المكافأة ولا تفوتنا حلقات الحكاية.
أما الأستاذ محمد حامد فكان يعطي نهاية العام الدراسي مجموعات مجانية في وقت كان لا دروس خصوصية ولا مجموعات مدرسيه لكنه كان يراجع على المنهج كله لا يختص طلبة فصوله فقط ليكونوا هم الأفضل بل كان يسمح لطلبة كل الفصول بالحضور يظل اسبوع كامل طوال اليوم الدراسي يعيد الشرح والحل ولا يمل من تكرار الأسئلة عليه لم ينعت طالبة مرة أنها غبية ولا تجاهل سؤال ولا اصابه الملل من التكرار ولا التعب الوقوف طوال اليوم حتى بعد إنتهاء اليوم الدراسي بل تعدى الأمر أنه كان يذهب لأداء رسالته التعليمية حتى يوم الجمعة!.
وفي المرحلة الثانوية كان الأستاذ محمد الصعيدي مدرس التاريخ الذي كان يدخل الفصل بابتسامة ومرح أثناء الشرح جعل من حصة التاريخ متعة كان يبدأ بسؤال في الدرس السابق يخرج منه بسؤال فسؤال فجأة نجد أنه راجع المنهج كله دون أن نشعر.
أما الاستاذه سيسيل مدرسة الاحياء التي كادت أن تفقد حياتها بسبب ضميرها الحي
كانت حريصة على مراجعة ما سبق بداية كل حصة تحاملت على نفسها وهي تعاني من إلتهاب الزائدة الدودية فكانت تقف لتشرح بلا أي تقصير وتؤجل إجراء جراحة استئصالها لما بعد امتحانات نهاية العام حتى تنهي رسالتها على خير وجه فكانت النتيجة انفجار تلك الزائدة وانقذتها العنايه الالهيه بأعجوبة، المثير للدهشة أنها تحاملت على نفسها وقطعت إجازتها المرضية لتعود لأداء رسالتها التعليمية!
هذا عندما كان المعلم رسولا وكنا نقف له تبجيلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى