مقال

ضوابط بناء الأسرة ” جزء 8″

ضوابط بناء الأسرة ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع ضوابط بناء الأسرة، وقد طلق صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة طلاقا رجعيا عقوبة لها على إفشاء السر، وراجعها بناء على تكليف الله تعالى له بذلك لكثرة طاعتها لله تعالى، وأخبره أنها إحدى زوجاته في الجنة، والمغافير رائحة تظهر في العسل لأن النحل كان يتغذى من شجر العرفط، الذي صمغه المغافير، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، ويشتد عليه أن يوجد منه ريح خبيثة، والمغافير ريحها فيه شيء ولهذا حرّم على نفسه العسل، فنزلت سورة التحريم، وهنا تظهر عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في تحريمه أحب الطعام لديه حتى تبقى رائحته طيبة، ولا يؤذي زوجاته، وهذه قمة الإيثار، ويقول صلى الله عليه وسلم “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”

 

ويقول صلى الله عليه وسلم “استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان لها فإن كل ذي نعمة محسود” ولا تعلم أهلك وولدك، فضلا عن غيرهم، مقدار مالك فإنهم إن رأوه قليلا هُنت عندهم، وإن كان كثيرا لم تبلغ قط رضاهم، وخوّفهم من غير عنف، ولِن لهم من غير ضعف” ولقد توصلت جميع الدراسات إلى وجود ستة عوامل رئيسية تؤدي إلى سعادة الأسرة ونجاحها، وتكمن فى الالتزام، ويقصد به أن كل فرد في الأسرة يعرف جيدا حقوقه وواجباته، ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة وحقوقها وواجباتها، ولقد توصلت جميع الدراسات إلى وجود ستة عوامل رئيسية تؤدي إلى سعادة الأسرة ونجاحها، وتكمن فى الالتزام، ويقصد به أن كل فرد في الأسرة يعرف جيدا حقوقه وواجباته، ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة وحقوقها وواجباتها.

 

بحيث يضع الأسرة في المقام الأول، ولكن هذا بالطبع لا يلغي أن يكون للفرد حرية شخصية، والتواصل الإيجابي وهو ضرورة لتطور علاقات الأفراد، ويساعد على إحساسهم بالإشباع والرضا، حيث يلعب التواصل دورا مهما في تسيير العلاقات بين أفراد الأسرة ويجعلها مرنة وفي الوقت نفسه قوية في مواجهة الخلافات مثل مواجهة ضغوط الحياة اليومية، ومن أشكال التواصل هو المشاركة الروحية، والمشاركة الوجدانية، والمشاركة الفكرية، والمشاركة الاجتماعية، مما يمكن الأفراد في الأسرة الواحدة من التعبير عن أنفسهم بكل صراحة ووضوح، وأيضا من العوامل هو التوافق الروحي، حيث أنه من المهم وجود الترابط الروحي والمعنوي إلى جانب الترابط المادي والذي يجعل الأفراد على قدر أكبر من التماسك والتقارب في الأسرة الواحدة.

 

كما تكون لديهم القدرة على حلّ الخلافات بطريقة فعالة، ويتسم سلوكهم بالنضج، وتكون لديهم القدرة على التعلم من الخبرات السابقة، وكذلك القدرة على مواجهة الضغوط النفسية، ويقصد بذلك القدرة على مواجهة الصعاب النفسية، والقدرة على منع المشكلات قبل حدوثها، وحتى إن حدثت المشكلات يجدر بالأسرة أن تحاول التخفيف من وقعها، ومن الأخطار المترتبة عنها، وتواجه الصعاب بصبر وهدوء دون توتر وقلق ودون تحميل الآخرين المسؤولية، وكذلك التقدير والمحبة، ويقصد به إظهار التقدير والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة الذي من شأنه أن يخفف من روتين الحياة، حيث إن كلمات الحب والتقدير التي يتبادلها أفراد الأسرة من وقت لآخر من شأنها أن تشعر كل فرد بأهميته، ويتجلى ذلك في استراتيجيات النقد في الأسرة الواحدة التي تقوم على ذكر المحاسن قبل توجيه النقد.

 

وأيضا قضاء الوقت سويا وذلك من خلال تناول الوجبات وقضاء العطلات وأوقات الفراغ معا، وغيرها من المواقف التي تدعم أواصر المحبة بين أفراد الأسرة، فالأسرة السعيدة تسودها علاقات مباشرة ومستمرة وتتضمن شعورا قويا بالانتماء والارتباط الجماعي، والأسرة هي السبيل الأساسي لتربية الأولاد تربية إسلامية متمسكة بالأخلاق الفاضلة، إذ تكون تربية أولادها هي مسؤوليتها حتى ينشأ الأفراد فيها متخلقين بالأخلاق الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة، والبُعد عن الرذائل والدنايا والسفاسف التي نهى عنها الإسلام، فالأسرة هي المسؤولة عمّا تورثه لأولادها من الأخلاق، ويظهر ذلك من خلال التزام أفرادها بتعاليم الإسلام، إذا كان أساس الأسرة، وهم الأب والأم القدوة الصالحة، ملتزمين بشريعة الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى