غير مصنف

أن اشكر لى ولوالديك ” جزء 2″

أن اشكر لى ولوالديك ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع أن اشكر لى ولوالديك، فيا أيها الوالد الكريم إذا ربيت ولدك على الفضائل، والأخلاق الكريمة والصلاح منذ نعومة أظفاره، شب حتما على هذه الفضائل والأخلاق، نعم قد يقول لى والد إننى أربى ولدى في البيت وسيخرج إلى الشارع ليعود وقد طُمس بناؤه الجميل الذى اجتهدت في تزينه وتجميله، سأقول لك أبشر واطمئن فما دام الأصل سليما وما دام الجوهر نقيا، فسرعان ما يزول هذا الغبش الذى تأثر به ظاهره، وسرعان ما يعود إلى أخلاقه وجوهره النقى، الذى اجتهدت فى تأصله فى بيتك على كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيا أيها الوالد الكريم ابنك أمانة، اجتهد لا تضيـع ولدك فسوف تسأل عنه، فعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،

 

الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل فى أهل بيته راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع فى مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته” وتزداد المأساه يا مسلمون إذا انضم إلى استقالة الآباء استقالة الأمهات، فالأم هى الحضن التربوى الطاهر، فالأم هى المدرسة الأولى للتربية، ماذا تقولون لو أغلقت المدرسة الأولى للتربية ؟ ألا وهى مدرسة الأم، فقد قيل أنه ليس اليتيم من انتهى أبواه وخلفاه فى هم الحياة ذليلا، فإن اليتيم هو الذى ترى له أما تخلت أو أبا مشغولا، فماذا تقولون لو علمتم كما ذكرت لحضراتكم أن من الآباء من يمنع ولده من الذهاب إلى المسجد أو يمنع ولده من الذهاب إلى مجالس العلم؟ وقد يأمر الوالد بذلك من منطلق الخوف علي ابنه، وهذا هو الواقع.

 

فالولد قرة عين أبيه، وثمرة فؤاده، فإن أمر الوالد ولده بذلك فليعلم الوالد الكريم أن المعصية أكبر، وبأنه سيزداد خوفه بصورة أكبر إذا منع الولد من معرفة طريق المساجد، وإذا حال بين الولد وطريق السنة، وسوف يبكى الوالد دما بدل الدموع إذا رأى ولده يحقن نفسه بحقنة مخدرات أو يتعاطى المخدرات أو يمشى مع فتاة فى الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهكذا فإن إن للوالدين حقوقا على الأبناء، وإن للأبناء حقوقا على الوالدين وهناك من الوالدين من يقع فى عقـوق ولده قبل أن يقـع ولده فى عقوقه، فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين أشكو إليك عقوق ولدي، فقال ائتنى به، فجاء الولد إلى عمر، فقال عمر لم تعق أباك؟ فقال الولد يا أمير المؤمنين ما هو حقى على والدى؟ فقال عمر حقك عليه أن يحسن اختيار أمك، وأن يحسن اختيار اسمك.

 

وأن يعلمك القرآن، فقال الولد والله ما فعل أبي شىء من ذلك، فالتفت عمر إلى الوالد وقال انطلق لقد عققت ولدك قبل أن يعقك، فيجب أن نعلم أن المسئولية تقع على كواهلنا جميعا، فعلى البيت مسئولية، وعلى مناهج التعليم مسئولية، وعلى المدرسة مسئولية، وعلى الإعلام مسئولية، وعلى الشارع مسئولية، فالمسئولية تقع على كواهل الجميع، حيث تبدأ من البيت ومن الأسرة، ولكن قد يتألم الآن بعض الأحبة ويقول إذا كان الوالد من الصالحين فاجتهد فى تربية أبنائه تربية ترضى الله سبحانه وتعالى واجتهدت الأم كذلك، لكن خرج من بين هؤلاء الأبناء ابن عاق انحرف عن الطريق، وهنا نقول إن هذا لا يقدح فى أصل القاعدة فإننى أرى بيتا من بيوت المسلمين يشرف على التربية فيه نبي كريم من أنبياء الله وهو نبي الله نوح عليه السلام.

 

ومع ذلك لا يخرج الولد من هذا البيت عاقا وإنما يخرج كافرا والعياذ بالله، وألمح بيتا آخر يقوم على أمر التربية فيه فرعون مصر طاغوت الدنيا بأسرها، ويكون هو المشرف على تربية طفل، هذا الطفل هو نبي الله موسى عليه السلام كليم الله، فابذل ما استطعت واجتهد، وضع النتائج بعد ذلك إلى الله عز وجل الذى يعلم كل شىء، والذى يعلم الحكمة إنه عليم حكيم، فيا أيها الوالد الكريم، ويا أيتها الأم الفاضلة إنه تبدأ المسئولية فى التربية للأبناء من البيت فهو المدرسة الأولى لكل نشء، وهو المكان التربوى الأكبر الذى يؤثر فى شخصية وتكوين الأبناء، فاجتهدوا واتقوا الله فى التربية ولا تهنوا ولا تحزنوا، فمن زرع حصد، واعلموا يقينا أن من زرع خيرا سيجد خيرا بإذن الله، ومن زرع شرا فسوف يجنيه بإذن الله، فإن أولادكم أمانة فى أعناقكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى