مقال

د .خالد عرفان كلية التربية بين رسالة الأزهر و رؤية مصر 2030  

د .خالد عرفان كلية التربية بين رسالة الأزهر و رؤية مصر 2030

 

بقلم أزهار عبد الكريم

 

الأستاذ الدكتور .خالد عرفان عميد . كلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة .خريج كلية التربية عام 1990 حاصل على الماجستير والدكتوراه من كلية التربية ثم تم ترقيتة إلى درجة أستاذ .عمل داخل مصر فترة ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مستشار لوكيل عام كليات البنات فى المملكة العربية السعودية .ثم انتقل إلى العمل فى جامعة الإمام أستاذا ومستشارا تعليميا فى عمادة البحث العلمي .ثم عاد إلى مصر ليعمل رئيسا لمركز التأهيل التربوي بالمنيا ثم رئيسا لمركز التأهيل التربوي التابع لكلية التربية جامعة الأزهر فى أسيوط ثم عاد إلى القاهرة ليصبح عميدا لكلية التربية بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة منذ سنتين حتى الآن.

 

ماهو دور كلية التربية فى تحقيق ونشر رسالة الأزهر الشريف والتى يعني بها فضيلة الإمام الطيب بين الحين والآخر ؟؟

 

يؤكد فضيلة الإمام الطيب دائما على أن رسالة الأزهر ليست فقط التعليم وإنما التعليم ونشر الفكر الإسلامي المعتدل بين جميع أفراد المجتمع من خريجي الازهر بصفة خاصة وجميع المصريين بصفة عامة بحيث تكون رسالة الأزهر رسالة دينية ودنيتي معا؛ لذلك يحرص فضيلة الإمام على تفعيل دور كلية التربية بنين بالقاهرة وكل كليات التربية في الجامعة للقيام بدورها في هذا الشأن؛ نظراً لأنها تصنع المعلم الذى يستطيع توصيل وتحقيق هذه الرسالة بين جميع أفراد المجتمع .

ويساعد جامعة الأزهر في تحقيق هذه الرسالة امتدادها على مساحة جغرافية واسعة، وتضم أكثر من تسعين كلية ومعهد ، تنتشر في جميع ربوع البلاد من الإسكندرية إلى أسوان بها عشرات الآلاف من الدارسين والآلاف من أعضاء هيئه التدريس، وكلية التربية هدفها الرئيس هو اعداد معلم يجمع بين علوم الدين والدنيا في مختلف التخصصات العلمية ، مع اتسامه باخلاقيات المهنة وقيم الإسلام ؛ كي يكون معلما وداعية في الوقت نفسه قادرا على توصيل هذه الرسالة ببساطة و سهوله ويسر إلى جميع أبناء المجتمع ، وهذا ما يؤكد عليها دائماً فضيلة الإمام في كل المحافل وفى كل الجلسات؛ بحيث تعكس ممارسات المعلم القيم والمباديء المشتركة التي وردت في وثيقة الأخوة الإنسانية التي تمثل معالم الفكر الاسلامي المهندل الذي تسعى جامعة الأزهر خاصة كلية التربية إلى نشرها في المجتمع المصري بل والمجتمعات الإسلامية الاخرى من خلال عشرات الآلاف من الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف ثم يعودون إلى مجتمعاتهم محملين بالفكر الإسلامي المعتدل ليكونوا سفراء للأزهر الشريف وفكره المعتدل في العالم كله فرسالة الأزهر ليست رسالة محلية إنما هي رسالة إقليمية ورسالة عالمية من الدرجه الأولى ..

 

كيف تسهم كليه التربية من خلال خريجها في تحقيق رؤيه مصر 2030 التي تعنى بها القيادة السياسية اهتماما بالغا في الفترة القادمة ؟

 

إذا كان المعلم في كلية التربية يعمل على تحقيق رسالة الأزهر فهو من ناحية أخري يعمل على تحقيق رؤيه مصر 2030 التي تعنى بها القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية؛ لأن القيادة السياسية أدركت أن مصر تعانى في الفترة السابقة معاناة شديدة على كل المستويات وأدركت أن الحل والعلاج الامثل لكل مشكلاتها هو النهوض بالتعليم ؛ فعندما وضعت رؤية مصر 2030 وضعت المعلم والعملية التعليمية برمتها من مرحلة رياض الأطفال حتى مرحلة الدراسات العليا نصب أعينها، ووضعت وحددت مهام غالية وخطيرة جداً في رقبه المعلم سوء كان معلم فى التعليم قبل الجماعي أم التعليم الجامعي؛ لأن رؤية مصر 2030 لن تتحقق إلا بكوادر علمية مؤهله وهذه الكوادر المؤهله لن تكون إلا بمعلم جيد في التعليم قبل الجامعي والجامعي؛ لأن المعلم هو نقطه الإنطلاق ونقطه النهاية أيضاً لأي برنامج تنموي في رؤية مصر 2030 وهذا يحمل كلية التربية عبئا ثقيلا لتحقيق هذه الرؤية؛ لذا الاهتمام بكليه التربية وهي المؤسسة التي تنتج المعلم الذي يصنع المجتمع أمر مهم للغاية، وتفعيل دور كليه التربية ودعمها وتطويرها أمر ضروري حتى يمكن محاسبتها في المستقبل علي مدى نجاحها في تحقيق رسالتها المتمثلة في إعداد المعلم قبل وأثناء الخدمة. وتحقق كلية التربية رسالتها من خلال 15 شعبة دراسية إضافة إلى 10 أقسام علمية يتم من خلالها اعداد المعلم أكاديمياً وتربويا ومهنياً وتقنياً لهذه المهمة العظيمة، كذلك تسهم الكلية فقط فى إعداد المعلم ولكن فى خدمة المجتمع وتنميتة من خلال 17 مركزا للتأهيل التربوى موزعة على جميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى الدور التوعوي الذى تقوم به الكلية من خلال المشاركة مع كليات الجامعة والأزهر الشريف والاوقاف وغيرها من مؤسسات المجتمع في تحقيق هذه الاهداف . إن كلية التربية تقوم بدور تثقيفي ومهني مهم للمعلمين فهي لا تكتفي بالبرامج الأساسية وإنما هناك برامج اخرى للتنمية المهنية المستمرة تقدم للطلاب الخرجين من خلال وحدة الخريجين بالكلية، وهي تتواصل مع الخريجين بشكل دائم التواصل ، كما تعقد الكلية ندوات تثقيفية يشارك فيها بعض الشخصيات البارزة من خريجى الكلية ومن مختلف مؤسسات الدولة العلمية والثقافية والسياسية والعسكرية والشرطية وغيرها ؛ كي نحقق أكبر فائدة سواء كان لطالب الكلية أو المواطن خارج الكلية .

وهذا يعني أن خريج كلية التربية سوف يكون معلما جيدا ومتميزا قادرا على مواجهة المشكلات، معلما مصلحا وناشراً للفكر الديني المعتدل مؤمن بالتعاون والقيم المشتركة وحقوق الانسان.

 

ما وجهة نظركم في مؤتمر المواطنة التي تدعو إليه وزارة الأوقاف تحت رعاية رئيس الجمهورية من حيث الهدف والرؤية والرسالة التي ينطلق منهما ؟

 

المواطنة فكرتها ببساطة حق كل مواطن في العيش الكريم مع الشعور بالعدالة والمساواة في أداء الواجبات والتمتع بالحقوق في المجتمع بغض النظر عن لونه أو دينه أو جنسة أو مكانة الجغرافي.. وغير ذلك ، وهي فكرة إسلامية أصيلة ؛ لذا تسعى الوزارة إلى غرسها ونشرها في المجتمع من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات ومنها هذا المؤتمر ، فالمواطنة موجودة في الإسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء أسس لفكرة المواطنة والمساواة بين الناس؛ وعليه فلا يمكن أن تحقق الدولة رؤيتها 2030 من غير مواطن جيد يشعر بالعدالة والحرية وبالمساواة ، ونشر المواطنة قولاً وفعلاً ؛ وحينها يصبح المجتمع قويا راسخاً متماسكا، يستطيع أن يقاوم الفتن وموجات الأستغراب والإلحاد والشذوذ والعنف وغيرها من الفتن التى تجتاح العالم الآن ويستطيع أن يكون مجتمعا قويا اقتصاديا واجتماعياً ونفسياً محققا لخططه التنموية

.

كيف يمكننا ترسيخ الهوية و نشر الوعي و الفكر المعتدل في المجتمع ومقاومة التيارات الفكرية الغريبة عليه ؟؟

 

رسالة للشباب علينا أن نرجع إلى ثقافتنا الإسلامية وثقافتنا العربية وإلى مجتمعنا المصري بقيمة وتقاليدة الاصيلة التي تمتد جذورها إلى سبعه الاف عام، وجاء الإسلام مؤكدا على الكثير من هذه القيم التي كانت سائدة في الحضارات السابقة من قيم وأخلاق وسلوكيات فاضلة فعندما جاء الإسلام وجد أن العربي كريما فأكد على قيمة الكرم وأكد على قيمة حماية الجار أكد على قيمة إغاثة الملهوف فعندما جاء الإسلام جاء يكمل البناء الديني الذي جاء به الأنبياء من قبله فالرسول جاء ليكمل بناء الحضارة الإسلامية والإنسانية وما جاء به الرسول من قيم وفضائل ذكرت في الأديان السابقة وذكرت في الحضارات السابقة وجاء الإسلام مؤكد ومكمل، لها فعندما نقول الإسلام نعني حضارة انسانية شارك في بنائها جميع الأنبياء والرسل من آدم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لذا فالوجه الآخر للإسلام هو الإنسانية ، فهو نموذج حياة إنساني راق من جميع الابعاد الاجتماعية والنفسية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية؛ لذا يجب على الشباب الاقتداء برسول الله قولا وفعلا، وإذا اقتدوا برسول الله الذي كان قرأنا يمشى على الأرض؛ فسيكون مثاليا على جميع المستويات ،فإذا أردت أن تكون قرأنا يمشى على الأرض بشكل عصري تستطيع أن تكون متحضراً ومثقفاً ومتديناً ومفكراً ومبدعاً فى إطار إسلامي رائع كن مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالإسلام لا يمنع من الأخذ بالحداثه في كل شيء ولكن الحداثه والأفكار التي تتفق مع الإسلام وتتفق مع قيمنا الشرقية ومع مجتمعنا الإسلامي ومجتمعنا العربي

فعلى الشباب أن يأخذوا القدوه أيضا من العلماء المسلمين من المفكرين ومشايخ المسلمين في كل العصور، وليس من هؤلاء الذين يخرجون علينا بين الحين والآخر بأفلام هابطه تدعوا إلى البلطجة وإلى الخروج عن السلوك العام ، فالقدوة الحقيقية هي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وغيرهم من الشخصيات الدينية والعلمية مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور مصطفى مشرفه وغيرهم ممن قدموا المثير للمجتمع؛ وحينها يصبح إنسانا صالحا كالغيث إينما حل نفع … ونسأل الله عز وجل أن يوفق بلدنا قيادة وشعبا إلى كل ما فيه الخير

 

شكراً جزيلاً .أ.د. عميد.

خالد عرفان

 

أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى