مقال

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 5″

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الخامس مع سبحان الذي أسري بعبده ليلا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم” من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك, فكان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤؤسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت, وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم، وهكذا, فقال صلى الله عليه وسلم “من هؤلاء يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤؤسهم عن الصلاة المكتوبة، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما يسترون عوراتهم من الأمام والخلف برقاع وهم يسرحون كما تسرح الابل، يأكلون الضريع والزقزم ورضف جهنم وحجارتها فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟”

 

فقال جبريل عليه السلام هؤلاء هم الذين لا يؤدون صدقات أموالهم, وما ظلمهم الله تعالى شيئا, وما الله بظلام للعبيد، ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها, وذلك دليل على كثرة الذنوب التي ارتكبها والمعاصي التي اقترفها, ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال”ما هذا يا جبريل؟” فقال جبريل هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس, لايقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات اخرى, وقد دعا الاسلام الى رد الأمانات، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد, كلما قرضت عادت كما كانت لا يفر عنهم من ذلك شيء وهذا جزاء من يتكلم بالشر, ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.

 

قال لجبريل” ما هذا يا جبريل؟” فقال جبريل هؤلاء خطباء الفتنة، وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على أقوام يحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان، وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذي لا يتناهى, فلما رآهم رسول الله صلى الله ليه وسلم على ذلك سأل جبريل” ما هذا يا جبريل؟” فقال جبريل هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله, تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، ولذلك يشبه الله عز وجل العمل الصالح فيقول تعالي ” كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء” وقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على واد فسيح, فهبت عليه منه ريح باردة طيبة, ورائحة مسك أزكى من مسك الأرض, وسمع من جهته صوتا, فقال صلى الله عليه وسلم يا جبريل، ما هذا الريح الطيبة الباردة وما هذا المسك.

 

وما هذا الصوت؟” فقال جبريل عليه السلام هذا صوت الجنة تقول رب ائتني بما وعدتني, فقد كثرت غرفي, واستبرقي, وحريري, وسندسي, ولؤلؤي, ومرجاني وفضتي, وذهبي, وأكوابي, وصحافي, وأباريقي, وكؤؤسي, وعسلي ومائي, وخمري, ولبني, فائتني بما وعدتني، فقال عز وجل ” لك كل مسلم ومسلمة, ومؤمن ومؤمنة, ومن آمن بي وبرسلي, وعمل صالحا, ولم يشرك بي شيئا، ولم يتخذ من دوني أندادا، ومن خشيني فهو آمن, ومن سالني أعطيته, ومن أقرضني جزيته, ومن توكل عليّ كفيته, اني أنا الله لا اله الا أنا لا أخلف الميعاد وقد أفلح المؤمنون, وتبارك الله أحسن الخالقين” فقالت الجنة قد رضيت، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم على واد فسيح, فسمع صوتا منكرا, ووجد ريحا خبيثة فقال” ما هذه الريح يا جبريل وما هذا الصوت؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى