مقال

سلوكيات خاطئة ورقابة ناعمة.

سلوكيات خاطئة ورقابة ناعمة.

 

بقلم /السيد شحاتة

 

يعتمد نجاح أي مجتمع من المجتمعات علي مجموعة من السلوكيات التي ينتهجها أبناء هذا المجتمع فإن كانت سلوكيات سلبية فإنها بالتأكيد ستؤثر في نشأته ونجاحة وإنضباطه وإن كانت إيجابية فدليل قوي علي تطور هذا المجتمع ورفاهيته وإنسانية شعبه

 

وليس السلوك متوقف علي نمط معين في الحياة بل يشمل جميع أنماطها سواء علي المستوي العام أو الخاص ويجعل الآخرون من الشعوب الأخري مجبرة علي احترام قواعد السلوك الإيجابي لهذا المجتمع

 

وبنظرة سريعة علي مجتمعنا المصري نجد أنماط مختلفة كانت غريبة علي حياتنا ولكن ظهرت وتوحشت في السنوات الماضية

 

وقبل أن ندخل في لب الموضوع لدينا سؤال لماذا نحترم أنفسنا ونتخلي عن عاداتنا السيئة عندما نسافر خارج القطر المصري ؟

 

فهل العيب فينا ام في عدم وجود رقابة حازمة حاسمة تعاقب كل من يخرج عن النهج العام والقويم لهذا البلد الخارجي

 

هذا الكلام ليس من فراغ ولكن كلنا يلاحظ ذلك عندما تدفعه الظروف للسفر للخارج سواء للعمل أو للسياحة أو غيرها

 

ومن أنماط السلوك السلبي بل والعدائي في أحيان كثيرة ظهرت بمصر وأفعال مخالفه سواء للقانون أو الذوق العام لايمكن لاي مصري أن يفعلها خارج بلده

 

وسوف نركز في مقالنا هذا علي سلوك سئ يعاقب علي فعله بالخارج بأشد العقاب ويحترم كلا منا نفسه حتي ولو لم تكن هناك مراقبه ولكن الخوف من العقاب يجعلك الا تفكر في فعله ابدا

 

نجد في مصر سواء علي الطرق والمحاور الداخليه والسريعة سلوك بشري للسير بسرعات مجنونه بل تتعدي الي السير في الاتجاه المعاكس مما ينتج عنه الكثير من الضحايا دون ذنب اقترفوه سوي عدم وجود رقابه علي ذلك

 

وللأسف الشديد نجد هناك البلاء الذي استقر في كل مكان بمصر التوكتوك والدراجات الناريه تسير بسرعات جنونيه وفي عكس السير وتعطيل حركة المرور وللاسف يحدث هذا تحت بصر ورقابة رجال الشرطه من المرور أو رجال الإدارة المحليه دون عقاب أو لوم أو غير ذلك

 

والاسوأ ترك الأطفال يقودون سيارات بسرعات مجنونه بل والمرور من الكمائن المرورية دون عقاب وينتج عنها حوادث مميتة يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء هذا الوطن الغالي حوادث ينتج عنها دماء تنزف وأرواح تزهق وما حادثة اكتوبر منذ ايام ليست ببعيدة والتي راح ضحيتها دكتورة شابه في مقتبل العمر تترك أطفالا لليتم لأن هذا الطفل يقود سيارته دون عقاب أو رادع من أهله ومن قبلها ضحايا شباب في مقتبل العمر في حادثة مدينة الشيخ زايد

وغيرهما كثير فمن المسؤول عن كل هذا

 

لوحدث هذا بالخارج وهذا لن يحدث لانقلبت الدنيا وعوقب مرتكبها وأسرته نعم القوانين كثيرة ولكنها لاتنفذ الا علي الغلبان فقط

 

فأين دور الأسرة من كل هذا واين دور رقابة المرور واين العدالة الناجزة ولكنها تقف مكتوفة الأيدي أمام قوانين مبطورة

 

يحضرني هنا مقولة لعبدالله غيث في فيلم عصر القوة عندما قال إن الأقوياء لهم قانون خاص بهم أما القوانين واللوائح المشرعه فهذه للفقراء وكأن هذا الفيلم يعبر تعبيرا صادقا عما يحدث الآن

 

نريد رقابه فعليه وليست رقابة ورقيه نريد أن نحترم أنفسنا وإنسانيتنا كما نفعل عندما نسافر خارجا

 

نريد أن نعود للزمن الجميل عندما نحترم خصوصيات الآخرون

 

نريد أن نري شهامة المصريين في كل مكان غير مانلاحظه عندما يتعدي الواحد منا علي الاخر وقد تصل إلي إزهاق الروح أن ننجد الملهوف لا أن نتجمع بالعشرات لنشاهد مايحدث وكلا منا يمسك الموبايل لتوثيق الحدث

 

نريد أن تختفي كل ظاهرة وسلوك سئ من مجتمعنا سواء بالشارع أو بالعمل أو بالمنزل من سلوك عدائي يؤثر في نفوس الأطفال من اعتداء بدني أو غيرها

 

هذه السلوكيات الخاطئة بدأت في التوسع والإنتشار مسببة العديد من الأضرار التي قد لايمكن تفاديها أو تعويضها

 

نريد يدا من حديد لكل جهاز من أجهزة الدولة المسؤوله عن وقف تلك المظاهر وعقاب كل من تسول له نفسه أن ينتهك معايير المجتمع لنعود كما كنا من قبل

 

نريد رقابة حازمة وليست ناعمة نريد تفعيل القوانين إن لم نبدأ نحن بأنفسنا للخروج من كل ماهو دخيل علينا

 

لنعتبر أنفسنا أننا في سفرية طويلة للخارج سنتعلم الالتزام إن لم يكن بإختيارنا فلتكن بإرادة غيرنا

 

نريد أن تتوقف كل المظاهر والسلوكيات السيئه من حياتنا فهل سنصل بإرادتنا لهذا ام ستتحرك الرقابه الناعمة لتفعيل دورها القانوني وتطبيق القانون علي كل منا كبيرا وصغيرا وليس التفرقة في تطبيقها علي حسب كلا منا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى