مقال

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 6″

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السادس مع سبحان الذي أسري بعبده ليلا، فقال جبريل عليه السلام هذا صوت جهنم تقول يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي, وأغلالي, وسعيري, وحميمي, وضريعي, وغسّاقي, وعذابي, وقد بعد قراري, واشتد حرّي, فائتني بما وعدتني، فقال لها رب العزة سبحانه وتعالي ” لك كل مشرك ومشركة, وكافر وكافرة, وكل خبيث وخبيثة, وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب” فقالت النار قد رضيت، وقد صعد جبريل عليه السلام الى السماء الثانية وقد صحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فاستفتح كما فعل في السماء الأولى، فقال خازن السماء الثانية من هذا الذي معك يا جبريل؟ فقال جبريل هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أوقد بعث؟ قال جبريل عليه السلام نعم، فقال حيّاه الله من أخ, ومن خليفة, فنعم الأخ ونعم الخليفة, ونعم المجيء جاء.

 

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فاذا بشابين, فسأل جبريل” من الشابان يا جبريل” فقال جبريل عليه السلام هذان عيسى بن مريم, ويحيى بن زكريا عليهما السلام, وكل منها ابن خالة الآخر, فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم قالا مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فحيّاهما عليه السلام, ثم صعد جبريل الى السماء الثالثة برسول الله صلى الله عليه وسلم قاستفتح, فقالوا من هذا؟ قال جبريل أنا جبريل, فقالوا من معك؟ قال جبريل عليه السلام محمد رسول الله، قالوا أوقد أرسل اليه؟ قال جبريل نعم، قالوا حيّاه الله من أخ وخليفة, فنعم الأخ, ونعم الخليفة, ونعم المجيء جاء، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو برجل قد فضّل على الناس في الحسن والجمال, فقال عليه السلام” من هذا يا جبريل الذي فضّل على الناس في الحسن؟” فقال جبريل هذا أخوك يوسف عليه السلام.

 

فحيّاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلما رآه يوسف عليه السلام قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، ثم صعد به جبريل الى السماء الرابعة فاستفتح, ففتح له ولقي تحية وترحيبا كعادته فاذا هو برجل عليه علامات الوقار والجلال, ورفعة الشأن فقال عليه السلام” من هذا يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هذا نبي الله ادريس عليه السلام رفعه الله عز وجل مكانا عليّا فلما رآه ادريس عليه السلام قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فردّ النبي صلى الله عليه وسلم عليه التحية، ثم صعد النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء الخامسة فاستفتح ففتح له, ولقي من التحية ما اعتاد عليه في السموات السابقة, فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فاذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم من أمر الله ما شاء الله، فقال صلى الله عليه وسلم “من هذا يا جبريل؟”

 

فقال جبريل عليه السلام هذا المحبب الى قومه هارون بن عمران, وهؤلاء بنو اسرائيل, فلما رأى هارون النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فحيّاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم صعد به جبريل الى السماء السادسة فاستفتح, ففتحت السماء له, ورحّب به عليه السلام ولما دخل صلى الله عليه وسلم فاذا برجل جالس فمر به فبكى الرجل, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا؟” فقال جبريل عليه السلام هذا نبي الله موسى ابن عمران، فقال صلى الله عليه وسلم فماله يبكي؟” فقال جبريل عليه السلام انه يقول تزعم بنو اسرائيل أني أكرم بني آدم على الله عز وجل, وهذا رجل من بني آدم قد فاقني في رتبته, فلو أنه بنفسه لما اهتممت, ولكنه مع كل نبي أمته، ثم صعد به جبريل عليه السلام الى السماء السابعة فاستفتح ففتحت له.

 

ودخل صلى الله عليه وسلم فاذا به يرى البيت المعمور, وهو بيت في السماء السابعة وهو فوق الكعبة الشريفة مباشرة ولكنه في السماء السابعة، ويدخله كل يوم للصلاة فيه سبعون ألف ملك لا يعودون اليه الى يوم القيامة, ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أحسن ما يكون الرجال قد أسند ظهره الى البيت المعمور فقال صلى الله عليه وسلم من هذا الرجل يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هذا أبوك الخليل ابراهيم عليه السلام, خليل الرحمن، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّ عليه نبي الله الخليل ابراهيم عليه السلام، ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم حول ابراهيم الخليل قوما جلوسا بيض الوجوه أمثال القراطيس، وقوما في ألوانهم شيء, فدخلوا نهرا اغتسلوا فيه, فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء, ثم دخلوا نهرا آخر, فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم, فصارت مثل ألوان أصحابهم, فجاؤؤا فجلسوا الى أصحابهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى