مقال

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 4″

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع المرأة في زمن الجاهلية والإسلام، كما دلت على ذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم يتمكن الخاطب من رؤية مخطوبته بعث إليها إحدى النساء الثقات لتتأملها ثم تصفها له، وإن كان جادا وراغبا فعلا بالزواج منها، وإلا فلا يجوز للمرأة أن تصف امرأة لرجل لا تحل له، ما لم يكن راغبا في الزواج منها، وكما ينبغي على الزوج أن يسأل عن حال الزوجة وأهل بيتها، فلا يتزوجها إلا برضى تام من الطرفين، حتى لا يحصل تعد بعد ذلك أو ظلم أو تفريط في حقوقها، وعليه أن يحرص كل الحرص على البيوت التي عُرف عن أهلها تمسكهم بالدين والأخلاق الحميدة ، حتى ينشأ بينهما أولادا صالحين بإذن الله تعالى، ولقد فرض الله عز وجل على الأزواج حقوقا تجاه زوجاتهم.

 

فمن حفظها وحافظ عليها وأداها على وجهها ، فقد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهله ، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بالنساء خيرا” متفق عليه، فمن حفظ هذه الحقوق، وحافظ عليها، وأدى الذي عليه فيها كان من خيار عباد الله المؤمنين، فقد قال صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ” رواه ابن حبان، فعلى الزوج أن ينظر إلى زوجته على أنها سكن له، تركن إليها نفسه، وتكمل في جوارها طمأنينته، وترتبط بالحياة الكريمة معها سعادته، فهي ليست أداة للزينة، ولا مطيّة للشهوة، ولا غرضا للنسل فحسب، بل هي تكملة روحية للزوج، يكـون بدونها عاريا من الفضائل النفسية، فقيرا من بواعث الاستقرار والطمأنينة، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى.

 

“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” وحين ينظر الزوج إلى زوجته بهذا المنظار الجميل يزول من طريق الحياة الزوجية كل ما يشوبها من أشواك وعثرات، ومشاكل وهفوات، فقد أصبحت المرأة محورا أساسيا من محاور العولمة، وحظيت بقدر كبير من الاهتمام لدى كثير من المنظمات والجمعيات التي ترفع لواء الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، وقد تعددت وسائل العولمة بتعدد أهدافها، واتخذت من بعض أرض المسلمين مسرحا لنشر ثقافتها الاستعمارية باعتبارها ضرورة حياتية لا يمكن العيش بعزلة عنها ما أغرى الكثيرين الذين انبروا مدافعين عن هذه الثقافة التي وصفوها بالضرورية، وإن تحليل كلمة العولمة بالمعنى اللغوي هو يعني تعميم الشيء.

 

وإكسابه الصبغة العالمية، وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله، وتعد المرأة هي إحدى أهم الركائز التي اعتمدت عليها العولمة لتحقيق أهدافها، حتى بات مصطلح عولمة المرأة من المصطلحات الدارجة المألوفة لدى سامعيه، ومعنى عولمة المرأة أي جعلها كائنا عالميا يمكن وصفه بأنه كائن فوق الحكومات، أو كائن عابر للقارات، ولجعلها كائنا عالميا كان لا بد من عقد المؤتمرات الدولية وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات العالمية التي تلزم الحكومات بحقوق هذا الكائن، وتمثل توصيات المؤتمرات الدولية والمعاهدات والاتفاقيات العالمية، والمرجعيةَ العالمية الجديدة التي يمكن وصفها بأنها بأيديولوجية نسوية، وبمقارنة بسيطة بين ما للمرأة في الإسلام وما لها في ظل ثقافة اللامحدودية التي فرضت عليها.

 

ووقعت المرأة أسيرة فيه يظهر أن الإسلام راعى المرأة وصانها من كل الوجوه، وحفظ لها كيانها بما يتناسب وطبيعتها فلم يحملها فوق طاقتها، وجعل إكرامها مطلبا شرعيا، وإهانتها مجلبا للذم والتندر، وإن هذه الحقوق العظيمة التي فرضها الله عز وجل للمرأة، لا يقوم بها ولا يرعاها إلا زوج يخاف الله ويتقيه، ويعلم علم اليقين أنه محاسبه ومجازيه، هذه الحقوق إذا قام الأزواج بها على وجهها، كانت السعادة، وحصلت الطمأنينة وشعرت المرأة بفضل زوجها عليها وأنه مؤمن بالله عز وجل، وقائم لله بحقه وحقوق عباده، وإذا رأت المرأة من زوجها الاستهتار والاستخفاف بحقوقها، تنكد عيشها، وتنغصت حياتها، حتى ربما أنها لا تستطيع أن تقوم بعبادتها على وجهها، لما ينتابها من الوساوس والخطرات، وبما تشعر به من الذل والاضطهاد والأذية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى