مقال

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 5″

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع المرأة في زمن الجاهلية والإسلام، ولذلك قال العلماء إن إضاعة حقوق الزوجات أعظم من إضاعة حقوق الأزواج، فظلم النساء في حقوقهن عظيم، والمرأة إذا ظلمها زوجها، ضاقت عليها الأرض بما رحبت، فلا مفر لها إلى الله تعالي، وشكواها إلى الله، وتبث حزنها إلى الله، وكفى بالله وليا، وكفى بالله نصيرا، وويل لمن كان الله خصمه يوم القيامة، ولذلك أنزل الله تعالي في كتابه آية المجادلة، وأخبر أنه سمع شكوى المرأة من فوق سبع سماوات، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ” إني لمن وراء الستر يخفى علي بعض كلامها، وهي تقول إلى الله أشكو ثعلبة، إلى الله أشكو ثعلبة، قالت فسمعها الله من فوق سبع سماوات، فسبحان من وسع سمعه الأصوات.

 

وسبحان من يغيث اللهفات، فإن هذه الحقوق التي فرض الله على الأزواج فقد تنزلت من أجلها الآيات، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أمام أصحابه في آخر موقف، وعظ به رجال الأمة فكان مما قال ” اتقوا الله في النساء ” ألا فاعلموا أن من أعظم حقوق المرأة على زوجها، الأمر بطاعة الله وهذا الحق هو أعظم الحقوق وأجلها، هذا الحق الذي من أجله قام بيت الزوجية، ومن أجله تستمر الحياة الأسرية، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بما أمر الله، وأن ينهاها عما حرم الله، وأن يأخذ بحجزها عن عقوبة الله ونار الله، ولقد أشار الله تعالى إلى هذا الحق العظيم بقوله ” وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى”

 

وقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاض شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ” فعلى الزوج أن يكون في البيت آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر إذا رأى خيرا ثبت قلب المرأة عليه وإذا رأى حراما صرفها عنه وحذرها ووعظها وذكرها، وإلا أخذها بالقوة وأطرها على الحق أطرا، وقسرها عليه قسرا، حتى يقوم حق الله في بيته، فإقامة أمر الله عز وجل، طريق للبركة في الرزق وطريق للخير والنعمة فعلى الزوج أن يزيل المنكرات من بيته ويقضي على الآفات في منزله، وأعظم هذه المنكرات والأمور المحرمات، التي نخرت بنيان سعادة كثير من الأسر، وصدعت كيانها وهتكت أستارها وهزت أركانها، وإن أعظم تلك البلايا وأشد تلك الرزايا.

 

هو وجود المواقع الإعلامية الغريبة التي تبث الفتن والمحرمات والتي تحرض علي الفاحشة، ودخول النت إلى منازل المسلمين، فما من شر اليوم إلا والنت سببه، وما من فضيحة وعار إلا والنت أصله ومنبعه، ولذلك كان من وصية الله لعباده المؤمنين إذا أرادوا الزواج، أن يختاروا المرأة الدينة، المؤمنة الصالحة، لأنها هي التي تقيم بيتها على أمر الله، وما فرض الله عليها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ” فذات الدين غنيمة عظيمة، إن أمرها زوجها بطاعة الله أئتمرت، وإن نهاها عن حدود الله ومحارمه انزجرت، وإذا ضيع الزوج حق الله تعالى وطاعته، خذله الله في بيته وخيب أمله مع زوجه.

 

وبدد أحلامه مع أهله وأولاده، فيسلبه الله الكرامة، ويجعله في مذلة ومهانة، ولأن الإسلام يخاطب الفطر، وهو دين الله الخاتم الذي ارتضاه لخلقه فقد اشتملت تعاليم وأسس هذا الدين على كل ما يصلح الإنسان من حيث كونه إنسانا، ولأن المرأة كائن ضعيف، وأهمله الجاهليون واحتقروه وتوارثوا التواري منه، فقد حرص الإسلام على تكريمها أيما تكريم، فالمرأة كأم يجب طاعتها، وبرها واجب، وجعل رضاها من رضا الله تعالى، بل إنها طريق إلى الله والجنة، والمرأة كزوجة أوصى الإسلام بها الأزواج خيرا، حاثا على حسن عشرتها، فيقول صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا” رواه البخاري ومسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي وابن ماجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى