مقال

الخليفة معاوية الثاني بن يزيد ” جزء 2″

الخليفة معاوية الثاني بن يزيد ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع الخليفة معاوية الثاني بن يزيد، فيما الثانية انطلقت من حرب ضارية بين قبائل الشام امتدادا إلى الجزيرة، وتأتي أهمية مؤتمر الجابية الذي ترأسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فترة حساسة من عمر الدولة الإسلامية في كونه استطاع أن يجمع القبائل اليمنية، ودفعها نحو المرشح الأموي، وهو ما أنقذ الدولة من السقوط الذي بدا شبه قائم بعد وفاة يزيد بن معاوية، وقد قال المسعودي، وملك معاوية بن يزيد بن معاوية بعد أبيه، فكانت أيامه أربعين يوما إلى أن مات، وقيل شهرين، وقيل غير ذلك، وكان يكنى بأبي يزيد، وكني حين ولي الخلافة بأبي ليلى، وكانت هذه الكنية للمستضعف من العرب، وقيل أنه لما حضرته الوفاة اجتمعت إليه بنو أمية فقالوا له اعهد إلى من رأيت من أهل بيتك، فقال والله ما ذقت حلاوة خلافتكم فكيف أتقلد وزرها، وتتعجلون أنتم حلاوتها، وأتعجل مرارتها.

اللهم إني بريء منها متخل عنها، اللهم إني لا أجد نفرا كأهل الشورى فأجعلها إليهم ينصبون لها من يرونه أهلا لها، فقالت له أمه ليت إني خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام، فقال لها وليتني يا أماه خرقة حيض ولم أتقلد هذا الأمر، أتفوز بنو أمية بحلاوتها وأبوء بوزرها ومنعها أهلها؟ كلا، إني لبريء منها وقد أختلف في سبب وفاته، فمنهم من رأى أنه سقي شربة ومنهم من رأى أنه مات حتف أنفه، ومنهم من رأى أنه طعن، وقبض وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ودُفن بدمشق، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ليكون الأمر له من بعده، فلما كبر الثانية طعن فسقط ميتا قبل تمام الصلاة، فقدم عثمان بن عتبة بن أبي سفيان، فقالوا نبايعك؟ قال على أن لا أحارب ولا أباشر قتالا، فرفضوا ذلك عليه، فصار إلى مكة.

ودخل في جملة ابن الزبير، وكانت هناك خطبة لمعاوية بن يزيد بن معاوية في ذم أبيه و جده، فقد قال ابن حجر في الصواعق المحرقة ومات، يعني يزيد بن معاوية، سنة أربع وستين لكن عن ولد شاب صالح عهد إليه فاستمر مريضا إلى أن مات، و لم يخرج إلى الناس ولا صلى بهم ولا أدخل نفسه في شيء من الامور، وكانت مدة خلافته أربعين يوما، و قيل شهرين، وقيل ثلاثة أشهر، ومات عن إحدى وعشرين سنة، وقيل عشرين، وقد قال ومن صلاحه الظاهر أنه لما ولي صعد المنبر فقال إن هذه الخلافة حبل الله وأن جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومَن هو أحق به منه، عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه، وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيّته فصار في قبره رهينا بذنوبه.

ثم قلد أبي الأمر وكان غير أهل له ونازع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصف عمره، وانبتر عقبه، و صار في قبره رهينا بذنوبه، ثم بكى وقال من أعظم الامور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأباح الخمر وخرّب الكعبة، ولم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلد مرارتها، فشأنكم أمركم، والله لئن كانت الدنيا خيرا فقد نلنا منها حظا، و لئن كانت شرا فكفى ذرية أبي سفيان ما أصابوا منها، ثم تغيّب في منزله حتى مات بعد أربعين يوما، كما مر، فرحمه الله أنصف من أبيه وعرف الأمر لأهله، وفى النهايه فإن أمر معاوية بن يزيد غير واضح لنا، فقد تضاربت الأخبار في أمره، فذكر بعضهم أنه بعد أيام قلائل من خلافته خلع نفسه على المنبر وقال أيها الناس، إني قد نظرت في أموركم وأمري.

فإذا أنا لا أصلح لكم والخلافة لا تصلح لي، إذ كان غيري أحق بها، ويجب أن أخبركم به، هذا علي بن الحسين زين العابدين ليس يقدر طاعن على أن يطعن فيه، وإن أردتموه فأقيموه، على أني أعلم أنه لا يقبلها، وفي نص آخر أنه صعد المنبر، ولعن أباه وجده، وتبرأ منهما ومن فعلهما، وقد قيل إن لعن معاوية بن يزيد أباه وجده، وتبرؤه منهما ليس بالأمر الغريب، فهو يعلم أن ما فعله أبوه لا يمكن أن يرضاه أحد في الأمة إلا إذا كان على شاكلة يزيد، فكان من أظهر أفاعيله أنه قتل الإمام الحسين بن على، وأهله وأبناءه وأصحابه في كربلاء، وهدم الكعبة وأباح المدينة، كما أن أباه قد قتل من المسلمين عشرات الألوف، ومكن لولده يزيد، وقتل الخيار من الصحابة من أمثال حجر بن عدي، وهاشم المرقال، وعمار بن ياسر، وابن بديل، وذي الشهادتين، وغيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى