مقال

الخليفه معاوية الثاني بن يزيد ” جزء 1″

الخليفه معاوية الثاني بن يزيد ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الخليفة معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي القرشي، وهو يعرف بمعاوية الثاني، وهو ثالث خلفاء بني أمية وقد وصل إلى الخلافة بعد أبيه يزيد بن معاويه، في سنة أربعه وستين من الهجره، وكان أبوه هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت أمه هى أم هاشم فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وكانت بنت أخ هند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان.

وقد قيل أنه كانت خلافته ثلاثة أشهر، وقيل أربعين يوما، وبعدها صعد المنبر وأعلن تركه للخلافة، وكان معاويه الثانى بن يزيد، في مدة خلافته مريضا ولم يخرج إلى الناس، وكان الضحاك بن قيس هو الذي يصلي بالناس ويصرف الأمور، ومع أنه أصبح الخليفة الثالث في سلسلة خلفاء بني أمية من الناحية النظرية، إلا أنه لم يباشر عمله كخليفة، حيث كان ضعيفا عن النهوض بتبعات المنصب، وكان صادقا مع نفسه ومع الناس، فأعلن ذلك صراحة، حيث يروي ابن كثير أنه بعد أن صلى على أبيه، وتم دفنه، وأقبل عليه الناس وبايعوه بالخلافة نادى في الناس الصلاة جامعة، وخطب فيهم فكان مما قال “أيها الناس، إني قد وليت أمركم وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي، كما تركها الصديق أبو بكر، لعمر بن الخطاب.

وإن شئتم تركتها شورى في ستة كما تركها عمر بن الخطاب، وليس فيكم من هو صالح لذلك، وقد تركت أمركم فولوا عليكم من يصلح لكم، ثم نزل ودخل منزله، فلم يخرج حتى مات رحمه الله تعالى” وقد أراد معاوية بن يزيد أن يقول لهم إنه لم يجد مثل عمر، ولا مثل أهل الشورى، فترك لهم أمرهم يولون من يشاءون، وقد جاء ذلك صريحا في رواية أخرى للخطبة عند ابن الأثير قال فيها أما بعد، فإني ضعفت عن أمركم فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر الصديق فلم أجده، فابتغيت ستة مثل ستة الشورى فلم أجدهم، فأنتم أولى بأمركم فاختاروا له من أحببتم، ثم دخل منزله وتغيَّب حتى مات، واعتبر هذا الموقف منه دليلا على عدم رضاه عن تحويل الخلافة من الشورى إلى الوراثة.

فقد رفض أن يعهد لأحد من أهل بيته حينما قالوا له اعهد إلى أحد من أهل بيتك، فقال والله ما ذقت حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلد وزرها وتتعجلون أنتم حلاوتها، وأتعجل مرارتها؟ اللهم إني بريء منها متخلي عنها، وقد أعقب ذلك فترة من الفتن والصراع بين الأمويين وابن الزبير، وقد انتهت لصالح الأمويين الذين استطاعوا تدارك الموقف وبايعوا مروان بن الحكم بالخلافة في مؤتمر الجابية في ذي القعدة سنة أربعه وستين من الهجره، والجابية هو موقع تاريخي في سوريا ويعرف اليوم بتل الجابية ويقع إلى الغرب من مدينة نوى الواقعة بسهل حوران، وقد اتخذ الغساسنة الجابية عاصمة لهم في جنوب سوريا، وفي الجابية أيضا عقد عمر بن الخطاب مؤتمر الجابية بعد معركة اليرموك، والموقع الهام الجابية في الطريق الواصل من الجنوب إلى دمشق، وقد جعل لهذا المكان التاريخي أهمية كبيرة.

حيث تقع بين جاسم ونوى إلى الغرب من تل أم حوران على نبع الجابية الشهير وقد اشتهر في بداية الفتح الإسلامي لبلاد الشام حيث عقد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مع قادة جيش الفتح مؤتمر الجابية الشهير، وكان مؤتمر الجابية هو أحد أبرز العناوين في السياسة الأموية الداخلية، وأهميته تجلت في فرادته كمجمع، قبلي لم يشهد التاريخ الإسلامي مثيلا له في تاريخه، ففي الجابية، كان النصر للعصبية الأقوى في البيت الأموي، متمثلا في رجحان كفة مروان من بني العاص، على خالد بن يزيد السفياني، وفي مرج راهط انعقد النصر أيضا للعصبية الأقوى وهى اليمانية، ضد العصبية الأضعف، أو على الأقل غير المتماسكة وهى القيسية، وقد لا يكون ممكنا الدخول إلى قراءة الجابية، حيث الدولة الأولى ترافق قيامها مع حرب القبائل بين الشام والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى