مقال

الدكروري يكتب عن مصدر كل عزة ومنبع كل إباء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مصدر كل عزة ومنبع كل إباء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ما أطيبك من بلد، وما أحبّك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك، كلمات قالها الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم وهو يودّع وطنه، إنها تكشف عن حب عميق، وتعلق كبير بالوطن، بمكة المكرمة، بحلها وحرمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، فإن هواؤها عليل ولو كان محمّلا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأكدار، فقد قالها صلي الله عليه وسلم بلهجة حزينة مليئة أسفا وحنينا وحسرة وشوقا مخاطبا إياه وطنه ” ما أطيبك من بلد” ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معلم البشرية يحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كل إنسان مسلم معناه.

 

لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه، ولأصبح الوطن لفظا تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر، فإنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشبّ فيها، وتزوج فيها، فيها ذكريات لا تنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد، فإنه صلي الله عليه وسلم يحب مكة، ويكره الخروج منها، والرسول صلى الله عليه وسلم ما خرج من بلده مكة المكرمة، إلا بعد أن لاقى من المشركين أصناف العذاب والأذى ولكن عندما حانت ساعة الرحيل، فاض القلب بكلمات الوداع، وسكبت العين دموع الحب، وعبّر اللسان عن الحزن، ومع كل ذلك لا يمكن أن يكرهها.

 

وإن أصابه فيها ما أصابه، فأخرجوه وطردوه وآذوه وشتموه ولكنها وطنه، فإن الوطن كلمة عظيمة لا يدرك عظمتها إلا كل إنسان عزيز وأبي، ولا يستشعر مبادئها السامية وقيمها النبيلة إلا كل شخص مخلص ووفيّ، فكيف إن كان هذا الوطن هو مصدر كل عزة ومنبع كل إباء ورمز للإخلاص والوفاء، فحتما ستكون حقوقه على مواطنيه أعظم، والوطن، كلمة عظيمة يستظل بظلها كل إنسان أصيل، ويتشرف بحملها كل ذي خلق رفيع، ويتسمى باسمها كل ذي نفس عزيزة، فيكف إن كانت ظلال هذا الوطن تجاوزت حدوده، ويتشرف بالانتماء له أكثر الناس خلقا وأخلاقا، ويتسمى به أكثر الناس عزة وكرامة.

 

فحتما ستكون حقوقه على مواطنيه أعظم، وإن حب الوطن هو شي مقدس يندرج في إطار الاخلاص والوفاء والإنتماء لتراب وأرض مصرنا الحبيبة وهو يعكس حجم الوفاء لما يقدمة الوطن لنا من كثير من الحقوق التي تندرج في اطار تقدم وتطور أرض الكنانه مصرنا الحبيبة وانجازاتها، وإن من حق الوطن في هذه الظروف الدولية والاقليمية والمحلية، أن نتقى الله عز وجل في بلدنا وتراب ارضنا وأمن مواطنينا وأن نكون شركاء في تحمل المسوؤلية وأن نتحمل مسوؤلية الاصلاح وتطوير بلدنا الحبيبة الغالية بكل صدق واخلاص ووفاء بدون تنظير أو مزاودة من أي شخص مهما كان موقعة أو صفتة في هذا البلد.

 

لان الاوطان لا تبنى إلا بسواعد الرجال الشرفاء المخلصين لله أولا ولتراب الوطن ثانيا، وإن حب الوطن في أبسط معانيه هوعملية تشاركية يحكمها عقد الوفاء والولاء للوطن والارض والانسان، ويجب ان يتحمل الجميع مسوؤلياتة بكل صدق ووضوح وصراحة وبدون منة من أحد أو رياء أو نفاق فالجميع علية واجب المحافظة والإنتماء إرتكازا لما يتم من علاقة تحكمها المصالح للوطن والمواطن، وإن حب الوطن يتطلب منا جميعا الإهتمام بشأنه العام والدفاع عنه ضد كل معتد خارجي وضد كل من يريد تشويه صورته داخليا بتقصير مسؤول عن تقديم خدمة مستحقة لمواطن أو تقصير مواطن، في تقديم واجب مستحق للوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى