مقال

مقارنة خاطفة بين مراهقى المسلمين حديثا وقديما

جريدة الاضواء

مقارنة خاطفة بين مراهقى المسلمين حديثا وقديما

بقلم/الدكتور محمد الغلبان

لنبدأ بمراهقى اليوم

ولنستعرض ما أَلَمَ بهم من شذوذ فكرى ، وما لحق بهم من الخروج عن المألوف من القِيم والآداب والمُثل التى كنا نباهى بها الأمم لنجد شبابنا وعماد صُلب مجتمعنا اليوم (إلا من رحم ربى) يرتدون (السراويل) البناطيل والتيشرتات المقطعة (الممزقة البالية) ، والبناطيل المسقطة والاسترتشات الرجالى (الملابس المُجسمة) وماركة Darity clothes (الملابس القذرة) نجدهم يقلدوا حلاقة الحمير والحيوانات قديما ( القَزَع ) ليعودوا بنا إلى القدم والعراقة والأصالة الحيوانية دونما وعى أو بصيرة .
نجد قدوتهم ومثلهم الأعلى حالياً المشخصاتى المعروف بالأسطورة (محمد رمضان) الراعى الرسمى لأدوار البلطجة والخروج عن القانون كما يصوره لهم الاعلام المضلل ، وانخراطهم مع ما تبثه الفضائيات الصفراء وما تصدره من عُرى ومُجون ، فضلا عن انحصار الطرب والفن لديهم وتقلصه عند – حنجرة وكسبره وحمو بيكا – وكثير من هذه الأقزام ومن على شاكلتهم ممن أصابوا المجتمع بالتلوث السمعى .
نجدهم يتشدقون ويتلفظون بمصطلحات غريبة على مجتمعنا لا تتماشى مع حياءنا وأصالتنا وشرقيتنا وعلى الأحرى أنهم لا يعرفون مدلولها أيضا فقد أصبحوا شباب بلا هدف أو قدوة ، فقد طُمس على عقولهم وأدمنوا التقليد الغربى الأعمى ليظهروا بمظهر الشباب العصرى ال Modern حتى لو كان هذا التقليد لا يتماشى مع معتقداتنا وشرقيتنا وعِرقنا .
كل هذا ناجم عن الافراط فى استعمال تكنولوجيا الإباحية والعرى والسفور مع انعدام دور الرقابة من قِبل الأسرة ( نواة المجتمع ) فالكل فى مفرمة الحياة منخرط فى سبيل لقمة العيش كى يحققوا لأولادهم وذويهم المستوى الذى يحلُمون به وقد أنساهم كَبد العيش دورهم التوجيهى والارشادى ليخلفوا من وراءهم أمثلة فى التدنى الفكرى والإنفلات الأخلاقى والتردى الواضح فى كل طقوس حياتهم وكأنهم لم يتربوا ويخرجوا من بيت فيه رجل أو حتى إمرأة متمسكة بأى تقليد من تقاليد الحشمة والوقار أو كما يسميها شباب اليوم (الرجعية)
أى عار وأى شنار ياشباب أمة الإسلام .

أما المراهقون قديما :
————————–
فقد كانت قدوتهم وقائدهم ومثلهم الأعلى رسول الله صل الله عليه وسلم وكبار الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم جميعا – فلنتناول منهم نماذج وأمثلة على سبيل المثال لا الحصر لنجد :
* الأرقم بن أبى الأرقم – وعمره 17 سنة جعل بيته مقرا لرسول الله ليعلم فيه أصحابه القرأن ومبادئ ديننا الحنيف ولمدة 13 سنة متتابعة ( لتصبح داره أول جامعة ودار علم فى الاسلام ) .
* عبدالرحمن الداخل – فاتح بلاد الأندلس ( أسبانيا حاليا ) ، وعمره (21) سنة .
* محمد الفاتح – فاتح القسطنطينية ( عاصمة الدولة البيزنطية ” الرومان الشرقيين ” آنذاك ) وعمره (22) سنة .
* أسامه بن زيد – قائد جيش المسلمين وبه كبار الصحابة ( أبوبكر وعمر ) وعمره (18) سنة .
* محمد القاسم – فاتح بلاد السند (باكستان حاليا) ، وعمره (17) سنة .
* سعد بن أبى وقاص – أول من رمى بسهم فى الإسلام ، وعمره (17) سنة .
* معاذ بن عمرو بن الجموح (13) سنة ، ومعوذ بن عفراء (14) سنة ، وقد قتلا أبا جهل فى غزوة بدر وكان قائد المشركين حينها .
* طلحة بن عبيد الله – (16) سنة ، وهو أكرم العرب فى الاسلام ، وقد بايع رسول الله صل الله عليه وسلم على الموت فى غزوة أحد وحماه من الكفار واتقى عنه النبال بيده حتى شلت اصابعه فوقاه بنفسه وروحه .
* الزبير بن العوام – أول من سلَ سيفه لله فى الاسلام وهو حوارى رسول الله صلَ الله عليه وسلم ولم يكن يتجاوز سن ال15 من عمره .
* زيد بن ثابت – أصبح كاتب الوحى وتعلم السريانية واليهودية فى 17 ليلة وأصبح ترجمان الرسول صلَ الله عليه وسلم ، وأسهم فى جمع القرآن الكريم .

فالمراهقة مصطلح غربى حديث هدفه انتزاع الثقة من زهرة شبابنا وإيجاد العذر لطيشهم ، فقد خدعوهم بما يتشدقون به عن سن المراهقة وما يعتريهم فيه من تخبط وعدم اتزان وإنخراط فى الأهواء والملذات ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وإنا لله وإنا إليه راجعون – ولا عزاء فى شباب ومراهقى اليوم .
والله من وراء القصد ،،،

د. الغلبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى