مقال

نسائم الايمان ومع التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم ” الجزء الثلاثون

نسائم الايمان ومع التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم ” الجزء الثلاثون ”

إعداد / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثلاثون مع التفوق العلمى وأثره فى تقدم الأمم، وأن العلم يبقى والمال يفنى، وأن صاحبه لا ينصب في حراسته ولا يتعب ،لأنه إذا رزق الله عبده علما فمحله القلب، فلا يحتاج إلى صناديق،أو مفاتيح، فهو في القلب محروس، بل هو يحرس صاحبه ويحفظه، ومنها أن العلماء هم أحد صنفي ولاة الأمور الذي أمرنا الله بطاعتهم في قوله عز وجل فى سورة النساء “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم” وقال ابن عباس رضي الله عنهما يعني أهل الفقه والدين، وقال ابن كثير في تفسيره إنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء، وأن طريق العلم الشرعي طريق إلى الجنة، وأن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا وفقه وفقهه في دينه.

 

أي يجعله فقيها في دين الله عز وجل عالما بالتوحيد وأصول الدين وما يتعلق بشريعة الله من أحكام، أن الملائكة وغيرها من المخلوقات لتستغفر للعالم وتدعو له، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير” وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه “تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وبذله قربة وتعليمه من لا يعلمه صدقة” وقال ابن عمر رضي الله عنهما “مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة” وقال أبو هريرة رضي الله عنه باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا، وقال الزهري رحمه الله ما عُبد الله بمثل الفقه.

 

وقال أبو الأسود الدؤلي رحمه الله، ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك، وقال أبو مسلم الخولاني رحمه الله، العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا بدت للناس اهتدوا بها، وإذا خفيت عليه تحيروا، وقيل خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل، فنحن اليوم بحاجة ماسة إلى العلم والعلماء الربانيين ، فالعلم هو السلاح القوي الذي يعيد لنا ديننا وأرضنا وثقافتنا وعزّتنا، والعلم أرض خصبة لإنبات رجال يعرفون ما لهم وما عليهم، من خلال أحكام، وحدود، وأوامر، ونواه، هؤلاء الرجال سيكونون قادرين على تغيير هذا الواقع الأليم، وإعادة الانتصارات من جديد كما كان الإسلام أيام العزة، هؤلاء الرجال لديهم القدرة على مواجهة الأفكار الفاسدة.

 

والثقافات الضالة التي تأتي من الأعداء من خلال العلم الصحيح الذي يساعد على تصحيح العقول الفاسدة، وهداية القلوب الضالة، ويمد الإنسان بدلائل الخير والإرشاد، ويفتح لنا مجالات النعيم في الدنيا قبل الآخرة ، ويعيننا على قضاء حوائجنا دون إفراط أو تفريط، ويوجّهنا إلى الطريق المستقيم والقوة المستديمة، ويكشف الحقائق الزائفة للمتكلمين والذين يدعون بأن الدين لا يتناسب مع الواقع، ويزعمون أن العقيدة السليمة لا تأتي إلا من العقل والمنطق والمصلحة، فالعودة إلى الأمجاد لن تأتي إلا بالاهتمام بالعلم الشرعي أولا، ومن ثَم العلم الدنيوي، وهذا يأتي من خلال رجال مخلصين يأخذون العلم الصحيح كما أنزل، ويقدمونه لطلاب العلم وللأمة بإخلاص لبناء أمة قادرة على مواجهة الشدائد والصعاب والأخطار.

 

ويجاهدون بعلمهم في نصر دينهم، فلا فرق بين المجاهد الذي يسوي خلل قوسه، وبين طالب العلم الذي يستخرج المسائل العلمية من بطون الكتب؛ فكل منهما يعمل للجهاد في سبيل الله، وبيان شريعة الله لعباد الله، والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من ليس بأهله، وكفى بالجهل عارا أن يتبرأ منه من هو فيه، وليس المهم في نظر الإسلام هو العلم والسعي في التحصيل، وإنما يراد من وراء ذلك ما هو أهم، وهو العمل بالعلم، وتحويله إلى سلوك واقعي، يهيمن على تفكير المتعلم وتصرفاته، وإذا كانت الأموال تقتنَى لإنفاقها، فإن العلم يراد للعمل، فكان طلب العلم من أشرف الأعمال وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى رب الأرض والسموات، وقد تواترت الآيات والأحاديث بفضله وجلالة قدره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى