مقال

الخليفة العباسي أبو جعفرالمنصور “جزء 3”

الخليفة العباسي أبو جعفرالمنصور “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الخليفة العباسي أبو جعفرالمنصور، أي إنهم يرجعون في نسبهم إلى أهل البيت، وقد ذكرت المصادر التاريخية أن العباسيين وصلوا إلى السلطة بدموية، وهذه الدموية ظهرت من خلال فتك العباسيين بكل سلالة بني أمية، فأبو العباس السفاح كان هو أول الخلفاء العباسيين حيث قام بملاحقة وقتل كل من ينتمون إلى البيت الأموي للقضاء على كل آثار الخلافة الأموية، ليأتي بعده أبو جعفر المنصور الذي استطاع أن يقوي دعائم الدولة العباسية والذي أنشأ مدينة بغداد وجعلها عاصمة للخلافة العباسية، وأما ذروة قوة الدولة العباسية فقد كانت في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي استلم الخلافة ثم جاء بعده ابنه المأمون الذي اهتم بالفن والأدب والثقافة، حتى أن بغداد عاصمة العباسيين آنذاك أصبحت مركزا للعلوم في العالم.

 

وكان العصر العباسي الأول هو العصر الذي يمثل المراحل الأولى لقيام الخلافة العباسية، وهو أحد أبرز العصور الإسلامية في التاريخ الإسلامي، ففي هذا العصر استقر وضع الدولة الإسلامية وازدادت حركة الفتوحات الإسلامية بعد أن هدأت في زمن الأمويين، وفي هذا العصر أرسى الخلفاء العباسيون الأوائل، مثل أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور دعائم الدولة العباسية، وقد برز في هذا العصر مجموعة من الأدباء والشعراء والفلاسفة والمؤرخين الذين اعطوا الحركة الثقافية في هذا العصر نشاطا ورقيا، كما تميز هذا العصر باتساع رقعة الدولة العباسية بسبب الفتوحات التي قام بها الخلفاء العباسيون، ومن أشهر خلفاء العباسيين في العصر العباسي الأول عبد الله بن محمد بن علي المعروف بالسفاح، وهارون الرشيد، وأبو جعفر المنصور.

 

والمأمون، وهارون الواثق بالله، وكانت الفترة الأولى من خلافه الخليفه أبو جعفر المنصور، فلم تكن الدولة العباسية حين تولى أمرها ثابتة الأركان مستقرة الأوضاع، بل كانت حديثة عهد، يتربص بها أعداؤها، ويتطلع رجالها إلى المناصب الكبرى، وينتظرون نصيبهم من الغنائم والمكاسب، ويتنازع القائمون عليها من البيت العباسي على منصب الخلافة، وكان على الخليفة الجديد أن يتصدى لهذه المشكلات التي تكاد تفتك بوحدة الدولة، وتلقي بها في مهب الريح، وكان أول ما واجهه أبو جعفر المنصور ثورة عارمة حمل لواءها عمه عبد الله بن علي الذي رأى أنه أحق بالخلافة من ابن أخيه، فرفض مبايعته، وأعلن التمرد والعصيان، وزعم أن أبو العباس السفاح، أوصى بالأمر له من بعده، واستظهر بالجيش الذي كان يقوده في بلاد الشام.

 

وقد لجأ الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور إلى المدينة واتباع الطرق السلمية في علاج الموقف، فبعث إلى عمه رسائل عدة تدعوه إلى الطاعة وترك العصيان، لكنه أعرض عن دعوته وركب رأسه وأعماه الغرور، فلم يجد المنصور بدا من الاستعانة بالسيف، وأرسل له قائده أبو مسلم الخراساني، على رأس جيش كبير، فتمكن بعد عدة معارك من هزيمة عم الخليفة المتمرد هزيمة ساحقة، فاضطر إلى الفرار والاختباء عند أخيه سليمان بن علي والي البصرة، ولما علم الخليفة أبو جعفر المنصور بخبره احتال له حتى قبض عليه، وألقى به في السجن حتى توفي، وما كاد يلتقط الخليفة العباسي أنفاسه حتى أعد العدة للتخلص من أبي مسلم الخراساني، صاحب اليد الطولى في نجاح قيام الدولة العباسية، وكان الخليفة يخشاه ويخشى ما تحت يده من عدد وعتاد في خراسان.

 

ولم يكن الرجلان على وفاق منذ قيام الدولة، وكان أبو مسلم الخراساني يتيه بما صنعه للدولة، وتحين أبو جعفر المنصور الفرصة للتخلص من غريمه، ولجأ إلى الحيلة والدهاء حتى نجح في حمل أبي مسلم على القدوم إليه بعيدا عن أنصاره وأعوانه، وبعد جلسة حساب عاصفة لقي القائد الكبير مصرعه بين يدي الخليفة، وبعد مقتل أبي مسلم الخراساني اشتعلت ضد الخليفة العباسي عدة ثورات فارسية للثأر لمقتله، غير أن الخليفة اليقظ نجح في قمع هذه الفتن والقضاء عليها، وكان ممن غضب لمقتل أبي مسلم الخراساني، رجل مجوسي اسمه سُنباذ، فثار والتف حوله الكثيرون من أهل خراسان، فهجموا على ديار المسلمين في نيسابور وقومس والري، فنهبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء، ثم تبجحوا، فقالوا إنهم عامدون لهدم الكعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى