مقال

الدكروري يكتب عن الملك صدقيا مع النبى إرميا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الملك صدقيا مع النبى إرميا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الشخصيات البارزة عبر التاريخ الإنساني، ومنهم الملك صدقيا بن يوشيا، وقيل أنه قد سأل صدقيا النبى إرميا عن رسالة الله تعالى، ولكن صدقيا لم يقبل الجواب وكان وضع القدس في القرن العاشر قبل الميلاد موضوع نقاش رئيسي، حيث تشكل مدينة داود أقدم مدينة في القدس والجوهر الحضري الأصلي لها، ولا تظهر أي دليل على نشاط سكاني إسرائيلي كبير حتى القرن التاسع قبل الميلاد، ومع ذلك فإن الهياكل الإدارية المتميزة مثل الهيكل الحجري المتدرج والأبنية الحجرية الكبيرة تحتوي على ثقافة تعود إلى العصر الحديدي الأول، وقد اعتبر عالم الآثار إسرائيل فينكلستاين أن القدس في القرن العاشر قبل الميلاد كانت قرية صغيرة بين قرى يهوذا وليست عاصمة للملكة.

بسبب النقص الواضح، في النشاط الاستيطاني فيها في ذلك القرن، ويعتقد فينكلستاين أن المدينة ربما كانت غير مأهولة بشكل غير كامل، وتشير مجموعة من الأوامر العسكرية التي عُثر عليها في أنقاض قلعة عسكرية في النقب تعود إلى فترة مملكة يهوذا إلى معرفة القراءة والكتابة على نطاق واسع، بين السكان، وباعتبار أن هذه الأوامر منقوشة على الألواح فإن القدرة على القراءة والكتابة كانت ممتدة عبر سلسلة من القيادات العسكرية، وقد كانت معرفة القراءة والكتابة موجودة على جميع مستويات الأنظمة الإدارية والعسكرية والكهنوتية في يهوذا، ولم تقتصر معرفة القراءة والكتابة على نخبة صغيرة، وهذا ما يشير إلى وجود بنية تحتية تعليمية كبيرة في يهوذا في ذلك الوقت.

ولقد حاول ملوك يهوذا في أول ستين سنة من عمر المملكة إعادة فرض سلطتهم على مملكة إسرائيل الشمالية، وكانت هناك حالة حرب دائمة بين المملكتين، وكانت إسرائيل ويهوذا في حالة حرب طوال فترة حكم رحبعام الذي دام سبعة عشر عاما، وقد بنى رحبعام دفاعات متقنة وحصَّن مدنه بشكل جيد، ولكن في السنة الخامسة من حكمه هاجم الفراعنة مملكة يهوذا على رأس جيش كبير واستولوا على العديد من المدن في القرن العاشر قبل الميلاد، وقد دفع رحبعام كل كنوز الهيكل كجزية للفراعنة، وأصبحت مملكة يهوذا تابعة لمصر، وقد واصل ابن رحبعام وخليفته أبيام جهود والده لإخضاع مملكة إسرائيل لسيطرته، فخاض معركة جبل زماريم ضد يربعام ملك إسرائيل.

وانتصر عليه مع خسائر فادحة في الأرواح على الجانب الإسرائيلي، ووفقا للسجلات الإسرائيلية فقد هزمهم أبيام، وقتل خمسمائة ألف رجل من إسرائيل، ولم يعد يربعام يشكل تهديدا يذكر لمملكة يهوذا لبقية فترة حكمه، وقد حافظ نجل أبيام وخليفته آسا على السلام خلال أول خمسة وثلاثين سنة من حكمه، وعمل في تلك الفترة على تجديد وتعزيز القلاع التي بناها جده رحبعام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى