مقال

الدكروري يكتب عن فإن الله عليم بالمفسدين “جزء 4”

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن فإن الله عليم بالمفسدين “جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

وقد شهد الله تعالى بأنهم يفسدون في الأرض وهم اليهود، فقال تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ” وقال تعالى عنهم أيضا كما جاء فى سورة المائدة ” كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين” وهكذا شهد الله تعالى بأن اليهود مفسدون في الأرض، وبأنهم يسعون في الأرض فسادا، وإن هناك فساد يسمى فساد القلوب وهو يقابله إفساد القلوب أيضا، وفساد القلوب أصحابه هو ذلك النوع من البشر الذين اسود قلبهم من كثرة الكذب والنفاق والغش والخداع وفعل المحرمات كلها بدون أي شعور بالخزى والخوف من الله سبحانه وتعالى ولا حتى من الناس ولا من مواجهة أنفسهم، وإن إفساد القلوب وراءه من كانت قلوبهم فاسدة فهم يسعون.

 

وبكل طاقة وجهد لإفساد أي قلب طاهر يرونه حتى يبرروا لأنفسهم ماهم عليه، هؤلاء البشر يلعبون لعبتهم مع كل من يقع في طريقهم ويمارسون غيهم بمهارة وإتقان وفى الغالب تكون ضحاياهم من النساء، وتبدأ طريقتهم بإيقاع البريئات في براثنه وإسماعهم معسول الكلام وحلوه لتصل لمرحلة الصدق به والتصديق والتعلق، وساعتها تبدأ عملية الإفساد ببراعة ويتم تدميرها، وعندما يتشبع ويشبع منها يتركها محطمة، فاسدة القلب والكيان، لأنها تحولت لكائن مدمر غير مؤمن بكل ما تربى عليه وعاش به، والغريب أن هذا النوع من المفسدين لا يتوقف عن عملية إفساده بل ينتشر ويزداد فخرا كلما ازداد رقم من أفسد قلبهم وحياتهم وكأنه في مسابقة للحصول على رقم لم يحصل عليه أحد من قبله ولا بعده، وليس الإفساد قاصرا على الرجال فقط.

 

بل هناك نساء تركز جهودها على إفساد حياة آخرين وأخريات وتجيد اللعب بمهارة، ويكون صيدهن من الرجال كبار السن أصحاب المناصب والمال، ولأنها تعلم ما ينقصهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة، وعلى يقين أيضا بما تريده وتعمل عليه، فهى توفق وتكلل بالنجاح وتبدأ مسلسلها بكلمة، أحبك، وتضيف عليها بأننى لا أنظر لأى فوارق عمرية، وأيضا تؤكد لضحيتها أنها لن تستطيع العيش بدونه، وأنها ترضى فقط بأن تظل بجواره، ولا يعنيها إطلاقا كونه متزوجا، أو أبا أو حتى جد، فهى رمت شباكها بمهارة ووقع صيدها وسعد جدا وظن كل الظن أنه دون جوان عصره وزمانه واستجاب لدعوتها وغير من شكله وطريقة لبسه ليقنع نفسه بأنه شاب وأنها معجبة إن لم تكن واقعة في غرامه وهيامه، ولأنها تتعامل بذكاء.

 

وبهدف سام من وجهة نظرها المريضة فلا تدخر وقتا ولا جهدا في أن تكون تابعة له وتتواجد معه في كل مكان وفى أي زمان، وبالطبع المنظومة تسير لصالحها ويتم الإفساد بنجاح ويكره من أفسدته، بيته، وأسرته، ويهجرهم ويحرص كل الحرص على الالتصاق بالشابة الجديدة، ويفكر في شىء واحد وهو نفسه وإسعادها، ويترك بيتا مليئا بالتعاسة ولسان حال أهله كلهم يقول فسدت حياتنا، وتصبح زوجته وأبناءه إن كان له أبناء ترسا في دائرة المتألمين الذين يحملون بداخلهم قلوبا إن لم تصبح فاسدة فهى حزينة منكسرة متألمة وينقصها الإحساس بالأمن والأمان لأنها وجدت أن من كان يراد منه الحرص على إسعادهم وحمايتهم قد أصبح هو من أفسد حياتهم وصبغها بكل الألوان الحزينة واحتفظ لنفسه فقط بطريقة سعيدة.

 

كما يرى ويهوى ويظن، فإنه ليس المفسد في الأرض فقط تلك الفئة الضالة ولكن هناك أيضا من يسرقون مبادئنا، ويشوهون ملامحنا ويغيرون مفاهيمنا الحقة، فالمفسدون يتكاثرون كأبغض المخلوقات التي تملأ الأرض نسلا في أقل وقت ممكن، ولأنهم يعيثون في القلوب فسادا، فلذا وجب أن نحذر منهم، فقد تواترت النصوص الشرعية في الكتاب والسُنة في الحديث عن الفاسدين والمفسدين، وبيان صفاتهم وأماراتهم، ليكون الناس على بيِنة من أمرهم، فيحذروهم ويدركوا العقلية المنحرفة والموازين المضطربة التي يتعامل بها أولئك المفسدون مع غيرهم، وقد تكاثر هؤلاء المفسدون في عصرنا الحاضر، وتعددت راياتهم، وتفننوا في ابتكار صنوف الفساد والإفساد في كل الميادين، وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلف الأمة، وتردي مكانتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى