مقال

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وقال عطاء هذا في بيوتهن، فإذا خرجت فلا يحل لها وضع الجلباب، وعلى هذا “غير متبرجات” غير خارجات من بيوتهن، ثم قيل من التبرج أن تلبس المرأة ثوبين رقيقين يصفانها، وروى عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” وقال ابن العربي وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن، ويبدي محاسنهن، وذلك حرام، وقال القرطبى هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى، والثانى هو أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه “ولباس التقوى ذلك خير” وأنشد الشاعر قائلا.

 

إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا، وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا، وقال القرطبى هذا التأويل أصح التأويلين، وهو اللائق بهن في هذه الأزمان، وخاصة الشباب، فإنهن يتزين ويخرجن متبرجات، فهن كاسيات بالثياب عاريات من التقوى حقيقة، ظاهرا وباطنا، حيث تبدي زينتها، ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهن، وذلك مشاهد في الوجود منهن، فلو كان عندهن شيء من التقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم أحد ما هنالك، ومما يقوي هذا التأويل ما ذكر من وصفهن في بقية الحديث في قوله “رؤوسهن كأسنمة البخت” والبخت ضرب من الإبل عظام الأجسام، عظام الأسنمة، شبه رؤوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رؤوسهن، وهذا مشاهد معلوم، والناظر إليهن ملوم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” رواه البخارى.

 

وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، لم يكن كفر من مضى إلا من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء، وأخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول”إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على خمسين امرأة قيم واحد” وفى الحديث الذى رواه الإمام مسلم ” إن المرأة تقبل” من الإقبال في صورة شيطان، شبهها بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال، فإن رؤيتها من جميع الجهات داعية للفساد، فقال النووى، قال العلماء معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج إلا لضرورة.

 

ولا تلبس ثيابا فاخرة، وينبغي للرجل أن لا ينظر إليها ولا إلى ثيابها، وفيه أنه لا بأس بالرجل أن يطلب امرأته إلى الوقاع في النهار وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما غلبت على الرجل شهوته فيتضرر بالتأخير في بدنه أو قلبه، وقال عمر بن الخطاب خالفوا النساء، فإن في خلافهن البركة، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء، لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل، قلت لعمرة أو منعهن؟ قالت نعم، وما أحدث النساء، وهو من إظهار الزينة ورائحة الطيب وحسن الثياب ونحو ذلك، وقول لمنعهن، لمنعهن المسجد أي لمنعهن من الخروج إلى المساجد وهن على هذه الحالة، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” ومعنى قول فتنة، أى سببا للفتنة.

 

وذلك بتكليف الرجال من النفقة ما لا يطيق أحيانا، وبإغرائهن وإمالتهن عن الحق، إذا خرجن واختلطن بالرجال، لا سيما إذ كن سافرات متبرجات فهو أضر، وأكثر ضررا وأشد فسادا لدينهم ودنياهم، وقال ابن حجر فى الشرح، وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء” فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك، وإن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة شبه متساوية، وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتماما شديدا بضمانها، فالقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى