مقال

شيبة عبد المطلب جد النبي ” جزء 1″ 

شيبة عبد المطلب جد النبي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

هو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهو جد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو زعيم قريش وأحد سادات العرب في الجاهلية، وكان اسمه شيبة، وقد سمي بذلك لأنه كان في رأسه لما ولد شيبة، ويكنى أبا الحارث وأمه سلمى بنت عمرو بن زيد الخزرجية النجارية من يثرب، وقد ولد شيبة بيثرب وعاش عند أخواله من بني النجار، وقد مات أبوه بغزة في تجارته، فأرجعه عمه المطلب بن عبد مناف وحمله معه إلى مكة وأردفه على بعيره فلما دخل به إلى مكة قالت قريش عبد المطلب، فقال لا إنما هو ابن أخي شيبة، وكان عبد المطلب عاقلا، ذا أناة ونجدة، فصيح اللسان، حاضر القلب، وقد أحبه قومه، ورفعوا من شأنه، وشرُف فيهم شرفا لم ينله أحد من آبائه، وولي السقاية والرفادة بعد وفاة عمه المطلب، فأقامها للناس ولقومه ما كان آباؤه يقيمون مثله.

 

لقومهم من أمرهم، وهو الذى كفل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أبيه، ونال شرف تربيته بعد موت أمه آمنة بنت وهب الزهرية، وكان عبد المطلب من سادات قريش، محافظا على العهود، ومتخلقا بمكارم الأخلاق، يحب المساكين، ويقوم على خدمة الحجيج، ويطعم في الأزمات، فكان عبد المطلب سيد قريش حتى هلك، وقد قال الجاحظ، لم تجد العرب أحلم من عبد المطلب، ولا هو أحلم من هاشم، لأن الحلم خصلة من خصاله كتمام حلمه، فلما كانت خصاله متساوية، وخلاله مشرفة متوازية، وكلها كان غالبا ظاهرا، وقاهرا غامرا، سمي بأجمع الأشياء ولم يُسمي بالخصلة الواحدة، فيستدل بذلك على أنها كانت أغلب خصال الخير عليه، وكان عبد المطلب يشغل منصب الرئاسة في قومه، فهو رئيس بني هاشم وبني المطلب في حرب الفجار.

 

وكان في قومه شريفا وشاعرا، ولم يدرك الإسلام، وأسلم من أولاده، حمزة بن عبد المطلب والعباس وعاتكه وصفية ومن بناته أيضا هن البيضاء أم حكيم، برة بنت عبد المطلب، وعاتكة أم عبد الله بن أبي أمية، وصفية أم الزبير بن العوام، وأروى أم آل جحش، وقد لقب عبد المطلب بالفيّاض وكان اعظم رجال مكة والجزيرة العربية وكان له مجلس عند الكعبة يجلس ويلتف من حوله رجال مكة وقريش يتكلم ويسمعون منه ويحترمونه فقد كان له كلمة على مكة كلها فكان فاتح بيوت لاطعام الحجاج والزائرين وعابري السبيل وكانو يلقبونه بمطعم الانس والوحش والطير وكان له من الإبل ما يخصصه في خدمة الكعبة بيت الله الحرام، وقد قام عبد المطلب بحفر زمزم بعد أن طمرتها قبيلة جُرهم عندما سيطروا على مكة، ويقال أنه حفرها برؤية صادقة مكررة.

 

وكأنها إلهام من الله تعالى، ألهمه سبحانه وتعالى لصفاء نفسه وإشراق روحه، ويقال أنه لم يكن له عند حفر زمزم إلا ولد واحد هو الحارث، فلما لقي من قريش ما لقي من العنت آنذاك، نذر لئن وُلد له عشرة من البنين، وبلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة لله، فلما بلغوا عشرة، وعرف أنهم سيمنعونه، أخبرهم بنذره، فأطاعوا، فاتجه بكل قوته إلى الوفاء بالنذر، فجمعهم وأراد القرعة بينهم، فدخل بهم في جوف الكعبة، وأمرهم أن يأخذ كل واحد منهم ورقة، ويكتب فيها اسمه، وبعد أن كتبوا أسماءهم وضع اسم كل واحد منهم في قدح، وأمر خبيرا في القداح أن يسهم بينهم، فسـاهم فكان القدح على عبد الله ابنه وهو والد النبي محمد صلي الله عليه وسلم، ومع أن عبد الله كان أحب بنيه إليه، أخذ الشفرة يحدها ليذبحه غير أن الأمر هال قريشا وإخوته.

 

فجاؤوا إليه مسرعين وقالوا له لا تذبحه أبدا حتى تعذر، أي تبدي العذر عن النذر لئن فعلت هذا، لايزال الرجل منا يأتي بابنه حتى يذبحه فما بقاء الناس على هذا، وطلبوا منه أن ينطلق إلى كاهنة وعرافة في أرض الحجاز، فانطلقوا إليها، فأشارت عليهم بأن يقدموا الدية وهي عشر من الإبل، ويقرع بينها وبين الذبيح، فإن كانت القرعة عليه، زادوا في الإبل حتى تكون القرعة عليها، فلما أجمعوا لذلك، قام عبد المطلب يدعو الله، ثم قربوا عبد الله وعشرا من الإبل، فخرجت القداح على عبد الله، فزادوا عشرا، فخرجت القداح على عبد الله، فما برحوا يزيدون عشرا حتى بلغت الإبل مائة، ثم ضربوا فخرجت القداح على الإبل، فقالت قريش قد انتهى الأمر، ورضي ربك بالفداء يا عبد المطلب، ولكن عبد المطلب يريد أن يستوثق من الرضا بالفداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى