خواطر وأشعار

خاطرة فايسبوكية بقلم المعز غني .        ¤ المعذبون في الأرض من هم …؟ ¤

هنا نابل/ الجمهورية التونسية

خاطرة فايسبوكية بقلم المعز غني .

 

¤ المعذبون في الأرض من هم …؟ ¤

 

الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة ، أقبح شيىء فى هذا الوجود هو أن تكون موظفا حكوميا مقبوض عليك من الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الخامسة والنصف بعد الزوال أي ثمانية ساعات من العمل المضني والشاق بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها ولن تستمتع بها …

حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة وهذا الروتين القاتل فلن تستطيع التغيب إلا بإذن من رئيسك المباشر في العمل ولن تأخذ عطلة راحة إلا بإذن منه وإذا مرضت لن يصدقك أحد حتى تدلى بشهادة طبية تبرر فيها سبب تغيبك .

أحيانا لن يصدقوا حتى مرضك الواضح على وجهك فيرسلونك إلى الفحص للتأكد إن كنت فعلا مريضا .

لن تتمتع بنوم الصباح …

لن تتمتع بشبابك ورجولتك …

سـتتوه وسط حروب تفرضها طبيعةشغلك … ستقضى حياتك ركضًا لتكون حاضرا فى الوقت الذى حددوه لك …

ستعيش بأعصاب متوترة تستهلك أقراصا مقوية وأخرى ضد التوترات العصبية …

ستظل تتمنى وتنتظر الزيادة في الأجور وترقيات السلم الوظيفى ، وتتابع الحوارات الإجتماعية من طرف منظمة الأعراف ( الإتحاد العام التونسي للشغل )

و( الحكومة ) إلى جانب النقابات أملاً في الحصول على مستحقاتك المنهوبة .

لن يسمح لك بالمغادرة إلا بعد ان تقضى معظم عمرك فى هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد سن التقاعد أو الإحالة على شرف المهنة ، سيحتفل بك وبنهايتك وقرب موتك زملاؤك فى العمل الذين يقولون كلمة وداع في حقك … سيبكى البعض ليس عليك بل على حالهم الذى يشبه حالك … سيمنحك رئيسك المباشر شهادة وهدية بلا قيمة … هى عزاء أمام حياتك التى سرقت منك … ستعود إلى البيت صامتا .

وفى صباح أول يوم من تقاعدك سـ تنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت وإن شريكة حياتك هرمت وغشى الشيب رأسها … تتمعن فيها … تتساءل متى وقع كل هذا حينها سينادى المنادى فيك …!، وأن الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة .

فلا تنخدع فى المُسكِن المسمى بالمرتب الثابت والأجر القار وتكتشف في الأخير وبعد فوات الأوان إنك عشت طول هذه السنين في وهم.

اللهم نسألك حسن الخاتمة../.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى